عن تــوتـــوســــــا طبعاً .... ظننت هذا معروفاً!!
مرة أخرى أعود ...
أعود إلى عملية القيئ الفكري التي اعتدتها كبديل لسرطان المخ
كعادتي يجب أن أحذركل من يلقيه حظه العاثر فيقذف به محرك بحث ما إلى هذه الصفحات
لا تبحث هنا عن شيئ قيم أو ممتع
ما هذه إلا محاولات لسكب بعض الأفكار تضج بها رأسي فتصيبني بالصداع من آن لآخر
أي أن ما بين يديكم هو المادة الخام المسببة للصداع ...
فلا تبحثوا بين الصداع عن شيئ ذا قيمة ..
إن وجدتم شيئاً فعذراً .. صدقاً لم أتعمد ذلك!!
إن أعجبكم أسلوبي فلا تنتبهوا لهذا ... فربما أنا أحاول تقليد كُتاب أحبهم دون أن أقصد ليس إلا ..
إن أعجبتكم فكرة ما ..!!
فهذا مؤشر جيد ..
على الأقل سأعتبر أن للصداع فوائد أخرى غير محاولة قتلي !!
و إن لم يعجبكم شيئاً ...
فلا تلومونني ..... "أنت هنا بإرادتك الحرة!!"
عما أتحدث هذه المرة ؟؟
عن توتوسا طبعاً !! ..... ظننت هذا معروفاً !!
و لمن لا يعرف توتوسا هذه المرة أقول له ..
يمكنك أن تسحب المؤشر إلى أسفل الصفحة و تقرأ المدونة السابقة
لن أكرر ما قولته سابقاً...
رغم كل شئ لدي عمل أقوم به و لست متفرغة تماماً للتدوين
و لمن يعرفها ويسأل عنها أقول له ...
هي بصحة جيدة و الحمد لله ...
في كل يوم تزداد حكمة ...
و تزداد طولاً أيضاً !!
أشكر لكم سؤالكم على كل حال
لم أحسبكم قوماً ودودين لهذه الدرجة ..
نعود إذن لتوتوسا ...
أخبرتكم من قبل عن تلك الأشياء التي تتحدث عنها طفلتي دون علم بمدى خطورتها
(عالمي أزرق) قالت في تعليقها أن جيلنا في مرحلة الأعدادي_أي من عشر سنوات تقريباً_ كانت بيننا فتيات متزوجات عرفياً !!
ااه ... هذا جميل لم أكن أعلم هذا !!
يبدو أن المعلومات تصل إليّ متأخرة بعض الشئ ...
لا بأس اعتدت هذا نوعاً .... على الأقل تصل إلي بالنهاية
المهم ...
حتى الزواج العرفي بين طالبات المدرسة الإعدادية و إن كان يشي بإهمال أخلاقي و أسري و قلة وعي من الصغار و الكبار _على حد سواء _ بتلك الطاقة العاطفية الهائلة التي تتفجر مع بلوغ الأطفال هذا السن (المراهقة)
رغم كل شيئ يسئ الآباء التصرف مع مشاعر هؤلاء الأطفال _الذين لم يعودوا كذلك _ و يصروا على النظر إليهم باعتبارهم أطفال
بينما هم _ببساطة _ لم يعودوا كذلك!!
الزواج العرفي رغم عدم قبوله دينياً واجتماعياً و أخلاقياً لكنه لازال تصرف داخل نطاق النفس البشرية
دوافعه مفهومة ... طبيعية ... تدفع إليها الغريزة و إن كان غير شرعي
لكن !!
هل سمع أحد من عشر سنوات عن سلوكيات منافية للفطرة بين الطالبات أو الطلبة؟؟
عذراً ... يصعب عليّ أن أتهم أطفالاً بالشذوذ !!
لاحظوا أني لا أتحدث عن ناضجين مضطربين نفسياً
لا أتحدث عن الأطفال الجانحين ...
أتحدث عن أطفال في مدارس محترمة و من أسر كريمة ...
حكت لي طفلتي عن ذلك الأستاذ الفاضل الذي عاقب طالبتين بشدة لأنه لاحظ أنهما تخفيان أيديهما أسفل المكتب متشابكتين ... متعمدتين إخفاء الأمر
لم تفهم طفلتي ما سر شدة عقوبتهما ...
الواقع لم أفهم أنا أيضاً ... فكان يكفي نهرهما
لكن ليس إلى هذه الدرجة
فمهما حدث ما كنت لأتخيل أمراً منافياً للفطرة يخرج من (أطفال)...
لكن في الأيام التالية كانت طفلتي تحكي لي ....
و كلما حكت لي انتصب شعر رأسي رعباً مما تحكي ...
تحكي لي ... فأموت فزعاً على توتوساتي تلك
و على بناتي ... و حفيداتي
تحكي ليه و في كل مرة تنهي حديثها قائلة " هو مش كده برضو عيب يا أبلة ؟!"
ذلك الأستاذ الفاضل رأى الكثير و سمع عن الكثير ...
و وضع كل ما رأى و كل ما سمع بجانب كثير من أفلام الموسم السابق فقط
و التي كان يعرض بعضها على شاشات عرض على الشاطئ علناً على أنها أفلام أسرة
_يبدو أنه حتى شعار "للكبار فقط !!" أصبح قديم الطراز _
وضع كل هذا و استنتج ما قد يحدث للشباب في غفلة الكبار
طفلتي لا تعلم عما نتحدث ....
لكن ...
طفلتي _التي لم تعد كذلك _ فهمت أشياء أخرى
رفضت أن ترى سلوكيات خاطئة من زميلاتها
و شعرت بمسئوليتها تجاه عالمها الصغير
صغيرتي العزيزة بمنطقها الصغير تقول:
" ماهو لما الكويسيين ميمنعوش الوحشيين من الحاجات الوحشة مش حيبقى فيه فرق بين الكويسيين و الوحشيين ..."
" ماهو الناس مش حتقول إن الفصل ده فيه ناس كويسة و ناس وحشة ... لا حيقولوا الفصل ده وحش ..."
صغيرتي العزيزة فهمت بفطرتها الطيبة معنى قول رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَالَ: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)
أصدقكم القول ....
لقد شعرت بالاعجاب تجاه تلك التوتوسا ...
الاعجاب و الفخر ...
من المريح أن تعرف أن ابنتك تعرف الخطأ ...
و من المطمئن أن تعرف أنها ترفضه ...
لكن من دواعي الفخر أن تعرف أنها تقاومه
على الرغم من الأسلوب الطفولي
لكن يكفيك الشعور بالحماسة...
المهم أن توتوساتي وضعت خطة صغيرة لإعادة الأمور لمسارها الصحيح
بالمناسبة قبل أن أدخل في المزيد من التفاصيل ....
توتوسا هي المقررة الثقافية و الدينية لفصلها بالإضافة إلى أنها أمينة مساعدة
و هو أمر يدربون به صغارنا على تحمل المسئولية و صناعة القرار و المشاركة في اتخاذ القرار
أو هذا ما يقولون !!
من هنا تجدون شعور توتوسا بالمسئولية أمراً منطقياً
لأنها على خلاف العادة فهمت ما يعنيه توليها منصب كهذا
المهم أن مفاد هذه الخطة هو إقناع باقي عضوات المجلس التنفيذي للفصل بأهمية دورهن في هذا الأمر من ثم عمل جلسات أسبوعية مع باقي طالبات الفصل في حصص غير مستغلة
تتحرر هذه الجلسات من قيود الكبار و تحتوي ما يثير هؤلاء الفتيات من الأنشطة و الأحاديث من ثم تبدأ المقرارات بالحديث عن السلبيات التي يجب تغييرها بأسلوب (كلام بنات )
أي أنه نوع من العلاج النفسي غير المباشر لتجنب المقاومة
الواقع أشد ما أثار اعجابي
هو أن الأمر بعيد عن سيطرة الكبار ...
في الواقع هو حركة داخلية بحتة .... من داخل عالمهن السري
أعلم أن الأمر بهذه الصورة يحتاج لطبيب نفسي محترف لقيادة هؤلاء الفتيات إلى الطريق القويم دونما احساس منهن
لكني أثق تماما بفطرة طفلة وسط الأطفال
أثق أنها قادرة أكثر من ملايين الأطباء النفسيين على علاج قريناتها
لهذا تجدونني اختال فخراً بصغيرتي الرشيدة
لن أطيل عليكم
أعلم أني أحب الاستطراد كثيرا
و عندما أتحدث عن توتوسا يصبح الأمر ثرثرة
لكن أظن أنه لم توجد بعد الأم التي تتوقف عن الحديث عن ابنها او ابنتها عندما تتاح لها الفرصة
هذا أقوى مني أعذروني !!
و رغم كل شيئ ... توتوسا هي ابنتي
و كما اتفقنا يمكن لأمي أن تقاضيني لأجل هذا
أصبحتم تعرفونني جيداً
أنتم لم تعودوا غرباء على أي حال!!
المهم أن أيضاً ما يقلقني على توتوساتي ....
الخطر التالي الذي يحيق بتوتوساتي ...
هو رد فعل المجتمع على مجهود فردي بحت من طفلة _لم تعد كذلك !!
و سأقسم لكم ردود الأفعال المحيطة لتروا ما آل إليه مجتمعنا للأسف
لنبدأ بزميلاتها ...
بدأً من المجلس التنفيذي للفصل
اجمعن بأغلبية ساحقة على أنه _"مالناش دعوة ... كفاية احنا كويسيين"
لا بأس هن صغيرات و لم يتعلمن معنى تحمل مسئولية التوجيه
هن بالكاد يتحملن مسئولية إلزام أنفسهم بالآداب العامة
لن نتحدث عن باقي الطالبات ..
فهن _بالطبع _ (يعشقن حياة الحرية) و بالطبع يرفضن كل ما قد يقيدهن
خاصة وأن القيود هذه المرة من داخل عالمهن السري
من داخل حدود عالمهن الصغير
في محاولة من توتوسا للحصول على المزيد من الدعم
أخبرت والديها بخطتها الصغيرة لإصلاح زميلاتها في الفصل
بالطبع أخبراها بقلة اكتراث أن لا داعي أن تشغلي بالك بهذه الأمور و يكفي أن تلتزمي أنتِ بالأخلاق القويمة ... من ثم ... انتبهي لدراستك
الواقع أن الاحباط الأكبر كان من نصيبي أنا
و كالعادة حاولت أن أوجه نظر والداي لما يحيط بصغيرتنا من سلبيات لا يمكن السكوت عنها
أخبرتهم بما تواجهه صغيرتي من سلبيات و أخلاقيات غير طبيعية لا تدرك هي أغلبها
كرد فعل لكلامي تحمست أمي و قررت أن تذهب للمدرسة بنفسها لتخبر إدارة المدرسة بما خفي عنهم (قال يعني هم ميعرفوش )
و قبل أن تقوم أمي بأي خطوة استشارت عدداً من صديقاتها و زملائها في العمل و شقيقاتها أيضاً .....
"ملهاش دعوة "
هكذا نصح الجميع أمي ..
"يا ستي خلي بنتك تبعد عن الموضوع ده خالص ... ملهاش دعوة بيه " _ و على سبيل أداء الواجب _" و خلي بالك انتي بس من بنتك و خدي بالك من أصحابها "
يا سلام !!!
بالطبع أضاف كل منهم الكثير عن اضطهاد المدرسين أو اضطهاد زميلاتها
حتى أن بعضهم أضاف عصابات الفتيات اللاتي يقمن بإيذاء من تسول له نفسه الوشاية بهن
و ربما وصل الأمر لتأجير البلطجية بـ(مية النار) إياهم _من أين يحصلون على مية النار هذه_
و لا بأس بتأجير قاتل محترف أو قناص يستهدف الفتاة الواشية !!
هكذا ذهب كل واحد إلى بيته قرير العين أنه قام بما يجب عليه القيام به
انقذ المسكينة التي كادت أن تهلك لولا نصيحته الغالية
و بالطبع فورة الحماس التي عاشت بها أمي لمدة 48 ساعة تلاشت كفقاعة من الصابون
كأن لم تكن !!
و عادت أمي و تشاورت مع أبي من ثم اجتمعا على أنه ...
" ملكيش دعوة ..."
من ثم ناما قريرا العين أيضاً
هنا تقتضي الأمانة أن أقول أن أمي لم تكتفي بهذا الحل الذي يرضي جميع الأطراف
و اعتبرت أن الخطر لازال قائماً ..
لذلك قررت أن ...
تتوقف توتوسا عن الذهاب إلى المدرسة نهائياً و تستكمل دراستها بطريقة الانتساب
هذا أكثر أمناً !!
.................
هأنذا أدخل إلى الصفحة الخامسة تقريباً و ما زال لدي الكثير لأقوله
أعذروني !!
لكن صدقوني الموضوع يستحق
على الأقل يستحق أن أصاب لأجله بالصداع
الواقع تستفزني بشدة الحماسة التي تتم بها الدعوة إلى " مليش دعوة"
لو أن الدعوة للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تمت بذات الحماسة
لاختفت كل السلبيات من مجتمعنا
و لكنا لانزال (خير أمة أخرجت للناس)
لكن ما عسنا نقول !!
صغيرتي _التي لم تعد كذلك أبدا_ تصرخ !!
إذا كان هذا حقاً ... لمَ لا يكون ؟!
إذا كان ذلك باطلاً ... لمَ لا يمحى؟!
و إذا كنا نحن الصالحين .... لمَ نسكت ؟!
بينما المخطئين و العصاة يجاهرون بمعاصيهم و يحصلون على كل الثناء و التقدير و لا يخافون شيئاً و لا يخجلون من شيئ ...
و أكثر يدعون إلى مذهبهم بكل إخلاص !!
أنكون على حق ... و نرفع شعار " ملناش دعوة "؟!
طفلتي _التي لم تعد كذلك أبدا_ (متلخبطة) !!
ذلك المنطق المقلوب شوش أفكارها ...
إذا كان المخطأ يفعل ما يحلو له علناً دون عقاب أو حتى دون أن أي مقاومة و أيضاً يحصل على المزايا و المكافأت فلم نلتزم نحن بالصواب على صعوبته مادمنا نخاف أن نقول حتى أن هذا صواب و هذا خطأ ...
إذا كان للخطأ حجة قوية و صوت عالي وسلطة محصنة حتى صار أمراً حميداً ...
فما هو الخطأ إذن و ما هو الصواب ؟!
أظن أن هذا ما يدور الآن في رأس توتوسا ...
ما رأيكم دام عزكم ؟!
توتوسا في خطر حقيقي يا سادة ...
أطفالي الذين لم أنجبهم في خطر حقيقي يا سادة ....
أطفالنا و شبابنا و أمتنا كلها في خطر حقيقي يا سادة ....
إذا كانت عجلة الزمان دارت و لا يمكن إيقافها الآن ...
إذا لم نستطع إعادة تربية المجتمع بأسره ...
على الأقل دعونا لا نربي شياطين خرساء صغيرة !!
أعود إلى عملية القيئ الفكري التي اعتدتها كبديل لسرطان المخ
كعادتي يجب أن أحذركل من يلقيه حظه العاثر فيقذف به محرك بحث ما إلى هذه الصفحات
لا تبحث هنا عن شيئ قيم أو ممتع
ما هذه إلا محاولات لسكب بعض الأفكار تضج بها رأسي فتصيبني بالصداع من آن لآخر
أي أن ما بين يديكم هو المادة الخام المسببة للصداع ...
فلا تبحثوا بين الصداع عن شيئ ذا قيمة ..
إن وجدتم شيئاً فعذراً .. صدقاً لم أتعمد ذلك!!
إن أعجبكم أسلوبي فلا تنتبهوا لهذا ... فربما أنا أحاول تقليد كُتاب أحبهم دون أن أقصد ليس إلا ..
إن أعجبتكم فكرة ما ..!!
فهذا مؤشر جيد ..
على الأقل سأعتبر أن للصداع فوائد أخرى غير محاولة قتلي !!
و إن لم يعجبكم شيئاً ...
فلا تلومونني ..... "أنت هنا بإرادتك الحرة!!"
عما أتحدث هذه المرة ؟؟
عن توتوسا طبعاً !! ..... ظننت هذا معروفاً !!
و لمن لا يعرف توتوسا هذه المرة أقول له ..
يمكنك أن تسحب المؤشر إلى أسفل الصفحة و تقرأ المدونة السابقة
لن أكرر ما قولته سابقاً...
رغم كل شئ لدي عمل أقوم به و لست متفرغة تماماً للتدوين
و لمن يعرفها ويسأل عنها أقول له ...
هي بصحة جيدة و الحمد لله ...
في كل يوم تزداد حكمة ...
و تزداد طولاً أيضاً !!
أشكر لكم سؤالكم على كل حال
لم أحسبكم قوماً ودودين لهذه الدرجة ..
نعود إذن لتوتوسا ...
أخبرتكم من قبل عن تلك الأشياء التي تتحدث عنها طفلتي دون علم بمدى خطورتها
(عالمي أزرق) قالت في تعليقها أن جيلنا في مرحلة الأعدادي_أي من عشر سنوات تقريباً_ كانت بيننا فتيات متزوجات عرفياً !!
ااه ... هذا جميل لم أكن أعلم هذا !!
يبدو أن المعلومات تصل إليّ متأخرة بعض الشئ ...
لا بأس اعتدت هذا نوعاً .... على الأقل تصل إلي بالنهاية
المهم ...
حتى الزواج العرفي بين طالبات المدرسة الإعدادية و إن كان يشي بإهمال أخلاقي و أسري و قلة وعي من الصغار و الكبار _على حد سواء _ بتلك الطاقة العاطفية الهائلة التي تتفجر مع بلوغ الأطفال هذا السن (المراهقة)
رغم كل شيئ يسئ الآباء التصرف مع مشاعر هؤلاء الأطفال _الذين لم يعودوا كذلك _ و يصروا على النظر إليهم باعتبارهم أطفال
بينما هم _ببساطة _ لم يعودوا كذلك!!
الزواج العرفي رغم عدم قبوله دينياً واجتماعياً و أخلاقياً لكنه لازال تصرف داخل نطاق النفس البشرية
دوافعه مفهومة ... طبيعية ... تدفع إليها الغريزة و إن كان غير شرعي
لكن !!
هل سمع أحد من عشر سنوات عن سلوكيات منافية للفطرة بين الطالبات أو الطلبة؟؟
عذراً ... يصعب عليّ أن أتهم أطفالاً بالشذوذ !!
لاحظوا أني لا أتحدث عن ناضجين مضطربين نفسياً
لا أتحدث عن الأطفال الجانحين ...
أتحدث عن أطفال في مدارس محترمة و من أسر كريمة ...
حكت لي طفلتي عن ذلك الأستاذ الفاضل الذي عاقب طالبتين بشدة لأنه لاحظ أنهما تخفيان أيديهما أسفل المكتب متشابكتين ... متعمدتين إخفاء الأمر
لم تفهم طفلتي ما سر شدة عقوبتهما ...
الواقع لم أفهم أنا أيضاً ... فكان يكفي نهرهما
لكن ليس إلى هذه الدرجة
فمهما حدث ما كنت لأتخيل أمراً منافياً للفطرة يخرج من (أطفال)...
لكن في الأيام التالية كانت طفلتي تحكي لي ....
و كلما حكت لي انتصب شعر رأسي رعباً مما تحكي ...
تحكي لي ... فأموت فزعاً على توتوساتي تلك
و على بناتي ... و حفيداتي
تحكي ليه و في كل مرة تنهي حديثها قائلة " هو مش كده برضو عيب يا أبلة ؟!"
ذلك الأستاذ الفاضل رأى الكثير و سمع عن الكثير ...
و وضع كل ما رأى و كل ما سمع بجانب كثير من أفلام الموسم السابق فقط
و التي كان يعرض بعضها على شاشات عرض على الشاطئ علناً على أنها أفلام أسرة
_يبدو أنه حتى شعار "للكبار فقط !!" أصبح قديم الطراز _
وضع كل هذا و استنتج ما قد يحدث للشباب في غفلة الكبار
طفلتي لا تعلم عما نتحدث ....
لكن ...
طفلتي _التي لم تعد كذلك _ فهمت أشياء أخرى
رفضت أن ترى سلوكيات خاطئة من زميلاتها
و شعرت بمسئوليتها تجاه عالمها الصغير
صغيرتي العزيزة بمنطقها الصغير تقول:
" ماهو لما الكويسيين ميمنعوش الوحشيين من الحاجات الوحشة مش حيبقى فيه فرق بين الكويسيين و الوحشيين ..."
" ماهو الناس مش حتقول إن الفصل ده فيه ناس كويسة و ناس وحشة ... لا حيقولوا الفصل ده وحش ..."
صغيرتي العزيزة فهمت بفطرتها الطيبة معنى قول رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَالَ: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)
أصدقكم القول ....
لقد شعرت بالاعجاب تجاه تلك التوتوسا ...
الاعجاب و الفخر ...
من المريح أن تعرف أن ابنتك تعرف الخطأ ...
و من المطمئن أن تعرف أنها ترفضه ...
لكن من دواعي الفخر أن تعرف أنها تقاومه
على الرغم من الأسلوب الطفولي
لكن يكفيك الشعور بالحماسة...
المهم أن توتوساتي وضعت خطة صغيرة لإعادة الأمور لمسارها الصحيح
بالمناسبة قبل أن أدخل في المزيد من التفاصيل ....
توتوسا هي المقررة الثقافية و الدينية لفصلها بالإضافة إلى أنها أمينة مساعدة
و هو أمر يدربون به صغارنا على تحمل المسئولية و صناعة القرار و المشاركة في اتخاذ القرار
أو هذا ما يقولون !!
من هنا تجدون شعور توتوسا بالمسئولية أمراً منطقياً
لأنها على خلاف العادة فهمت ما يعنيه توليها منصب كهذا
المهم أن مفاد هذه الخطة هو إقناع باقي عضوات المجلس التنفيذي للفصل بأهمية دورهن في هذا الأمر من ثم عمل جلسات أسبوعية مع باقي طالبات الفصل في حصص غير مستغلة
تتحرر هذه الجلسات من قيود الكبار و تحتوي ما يثير هؤلاء الفتيات من الأنشطة و الأحاديث من ثم تبدأ المقرارات بالحديث عن السلبيات التي يجب تغييرها بأسلوب (كلام بنات )
أي أنه نوع من العلاج النفسي غير المباشر لتجنب المقاومة
الواقع أشد ما أثار اعجابي
هو أن الأمر بعيد عن سيطرة الكبار ...
في الواقع هو حركة داخلية بحتة .... من داخل عالمهن السري
أعلم أن الأمر بهذه الصورة يحتاج لطبيب نفسي محترف لقيادة هؤلاء الفتيات إلى الطريق القويم دونما احساس منهن
لكني أثق تماما بفطرة طفلة وسط الأطفال
أثق أنها قادرة أكثر من ملايين الأطباء النفسيين على علاج قريناتها
لهذا تجدونني اختال فخراً بصغيرتي الرشيدة
لن أطيل عليكم
أعلم أني أحب الاستطراد كثيرا
و عندما أتحدث عن توتوسا يصبح الأمر ثرثرة
لكن أظن أنه لم توجد بعد الأم التي تتوقف عن الحديث عن ابنها او ابنتها عندما تتاح لها الفرصة
هذا أقوى مني أعذروني !!
و رغم كل شيئ ... توتوسا هي ابنتي
و كما اتفقنا يمكن لأمي أن تقاضيني لأجل هذا
أصبحتم تعرفونني جيداً
أنتم لم تعودوا غرباء على أي حال!!
المهم أن أيضاً ما يقلقني على توتوساتي ....
الخطر التالي الذي يحيق بتوتوساتي ...
هو رد فعل المجتمع على مجهود فردي بحت من طفلة _لم تعد كذلك !!
و سأقسم لكم ردود الأفعال المحيطة لتروا ما آل إليه مجتمعنا للأسف
لنبدأ بزميلاتها ...
بدأً من المجلس التنفيذي للفصل
اجمعن بأغلبية ساحقة على أنه _"مالناش دعوة ... كفاية احنا كويسيين"
لا بأس هن صغيرات و لم يتعلمن معنى تحمل مسئولية التوجيه
هن بالكاد يتحملن مسئولية إلزام أنفسهم بالآداب العامة
لن نتحدث عن باقي الطالبات ..
فهن _بالطبع _ (يعشقن حياة الحرية) و بالطبع يرفضن كل ما قد يقيدهن
خاصة وأن القيود هذه المرة من داخل عالمهن السري
من داخل حدود عالمهن الصغير
في محاولة من توتوسا للحصول على المزيد من الدعم
أخبرت والديها بخطتها الصغيرة لإصلاح زميلاتها في الفصل
بالطبع أخبراها بقلة اكتراث أن لا داعي أن تشغلي بالك بهذه الأمور و يكفي أن تلتزمي أنتِ بالأخلاق القويمة ... من ثم ... انتبهي لدراستك
الواقع أن الاحباط الأكبر كان من نصيبي أنا
و كالعادة حاولت أن أوجه نظر والداي لما يحيط بصغيرتنا من سلبيات لا يمكن السكوت عنها
أخبرتهم بما تواجهه صغيرتي من سلبيات و أخلاقيات غير طبيعية لا تدرك هي أغلبها
كرد فعل لكلامي تحمست أمي و قررت أن تذهب للمدرسة بنفسها لتخبر إدارة المدرسة بما خفي عنهم (قال يعني هم ميعرفوش )
و قبل أن تقوم أمي بأي خطوة استشارت عدداً من صديقاتها و زملائها في العمل و شقيقاتها أيضاً .....
"ملهاش دعوة "
هكذا نصح الجميع أمي ..
"يا ستي خلي بنتك تبعد عن الموضوع ده خالص ... ملهاش دعوة بيه " _ و على سبيل أداء الواجب _" و خلي بالك انتي بس من بنتك و خدي بالك من أصحابها "
يا سلام !!!
بالطبع أضاف كل منهم الكثير عن اضطهاد المدرسين أو اضطهاد زميلاتها
حتى أن بعضهم أضاف عصابات الفتيات اللاتي يقمن بإيذاء من تسول له نفسه الوشاية بهن
و ربما وصل الأمر لتأجير البلطجية بـ(مية النار) إياهم _من أين يحصلون على مية النار هذه_
و لا بأس بتأجير قاتل محترف أو قناص يستهدف الفتاة الواشية !!
هكذا ذهب كل واحد إلى بيته قرير العين أنه قام بما يجب عليه القيام به
انقذ المسكينة التي كادت أن تهلك لولا نصيحته الغالية
و بالطبع فورة الحماس التي عاشت بها أمي لمدة 48 ساعة تلاشت كفقاعة من الصابون
كأن لم تكن !!
و عادت أمي و تشاورت مع أبي من ثم اجتمعا على أنه ...
" ملكيش دعوة ..."
من ثم ناما قريرا العين أيضاً
هنا تقتضي الأمانة أن أقول أن أمي لم تكتفي بهذا الحل الذي يرضي جميع الأطراف
و اعتبرت أن الخطر لازال قائماً ..
لذلك قررت أن ...
تتوقف توتوسا عن الذهاب إلى المدرسة نهائياً و تستكمل دراستها بطريقة الانتساب
هذا أكثر أمناً !!
.................
هأنذا أدخل إلى الصفحة الخامسة تقريباً و ما زال لدي الكثير لأقوله
أعذروني !!
لكن صدقوني الموضوع يستحق
على الأقل يستحق أن أصاب لأجله بالصداع
الواقع تستفزني بشدة الحماسة التي تتم بها الدعوة إلى " مليش دعوة"
لو أن الدعوة للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تمت بذات الحماسة
لاختفت كل السلبيات من مجتمعنا
و لكنا لانزال (خير أمة أخرجت للناس)
لكن ما عسنا نقول !!
صغيرتي _التي لم تعد كذلك أبدا_ تصرخ !!
إذا كان هذا حقاً ... لمَ لا يكون ؟!
إذا كان ذلك باطلاً ... لمَ لا يمحى؟!
و إذا كنا نحن الصالحين .... لمَ نسكت ؟!
بينما المخطئين و العصاة يجاهرون بمعاصيهم و يحصلون على كل الثناء و التقدير و لا يخافون شيئاً و لا يخجلون من شيئ ...
و أكثر يدعون إلى مذهبهم بكل إخلاص !!
أنكون على حق ... و نرفع شعار " ملناش دعوة "؟!
طفلتي _التي لم تعد كذلك أبدا_ (متلخبطة) !!
ذلك المنطق المقلوب شوش أفكارها ...
إذا كان المخطأ يفعل ما يحلو له علناً دون عقاب أو حتى دون أن أي مقاومة و أيضاً يحصل على المزايا و المكافأت فلم نلتزم نحن بالصواب على صعوبته مادمنا نخاف أن نقول حتى أن هذا صواب و هذا خطأ ...
إذا كان للخطأ حجة قوية و صوت عالي وسلطة محصنة حتى صار أمراً حميداً ...
فما هو الخطأ إذن و ما هو الصواب ؟!
أظن أن هذا ما يدور الآن في رأس توتوسا ...
ما رأيكم دام عزكم ؟!
توتوسا في خطر حقيقي يا سادة ...
أطفالي الذين لم أنجبهم في خطر حقيقي يا سادة ....
أطفالنا و شبابنا و أمتنا كلها في خطر حقيقي يا سادة ....
إذا كانت عجلة الزمان دارت و لا يمكن إيقافها الآن ...
إذا لم نستطع إعادة تربية المجتمع بأسره ...
على الأقل دعونا لا نربي شياطين خرساء صغيرة !!
....
...
...
..
...
..
قمت بتحديث الموضوع لإضافة هذا الرابط من مدونة رحايا العمر كمكمل لموضوعي
التدوينة بعنوان (قلة أدب) و إليكم الرابط