16 أكتوبر 2012

يوم نظر الله لنا نظرة رحمة



 
 
" بارك الله لكما , و بارك عليكما , و جمع بينكما في خير"
كانت تلك العبارة تملأ أذنيها و هي جالسة في المقعد الخلفي في السيارة
مختلطة بأصوات أبواق السيارات السائرة في موكبها
كانت يملأها شعور ملكة ...
لم تكن قط في كامل زينتها كما هي اليوم
كانت تشبه نجمات السينما
على الرغم من أن ردائها الطويل يخفيها تماما عن الأنظار
لكن حقاً... ما كان يزيد جمالها ...
أنها تعلم أن كل جمالها الذي منّ الله عليها بحفظه ...
قد صار ملكاً له
هو وحده !!
هو ... الجالس بجانبها الآن
 من تمنته لها في الحلال
اليوم كان عقد قرانها
اليوم قد صارت ....
 "زوجته"
كل ما كان يشغل بالها في تلك اللحظة
"زوجها"
كيف ستكون نظرته الأولى لها
و ماذا ستكون أولى كلماته لها
في تلك اللحظة ...
مال على أذنها ...
و قال هامساً : " أعطيني يدك"
من أسفل ردائها ..
أخرجت يدها
فتناولها برقة بالغة
و طبع قبلة على يدها
ثم أخفاها بين يديه .

 


********************

"يوم آخر يمر  دون ان يترك لي شيئا اتذكره به غدا"

وجدت هذه العبارة في مكان ما و وقفت عندها طويلا
في كل ليلة آوي إلى فراشي قائلة :
هذا يوم آخر قد انتهى ...
و في كل صباح أفتح عيناي قائلة :
هذا يوم آخر يبدأ ... ألا ينتهي !!
و بينهما ليل مشحون بالأحلام
و نهار لا اذكر منه الكثير.
ترى كم من الزمن مفقود من ذكرياتي؟؟

كانت لدي هواية...
لطالما أحببت أن أضع دائرة في رزنامتي على كل يوم يهديني ذكرى سعيدة
وفي كل عام ...
أعد دوائري
و احسب عمري
و هكذا ابقى شابة للابد !!
ذات عام...
ضجت رزنامتي بالدوائر
فتوقفت عن صنع الدوائر
خدعني ازدحام دوائري....
فظننت اني لست بحاجة لأن أعد الدوائر
ظننت أنه يكفي أن اكتب أعلى الرزنامة
"مشمولة كلها بالسعادة "
لم أكن أدرك أن دوام الحال من المحال
ذات يوم استيقظت و قد توقف نهر الزمن
لم أجد سماء هنالك و لا أرض
لم يعد الليل ليلا... و لا النهار نهارا
هكذا صارت كل الايام يوماً واحدا
و كل الالوان لونا واحدا
و الحياة ذاتها ....
ميتة اكلينيكياً !!
متى كان ذلك ؟!
ربما بضع سنوات
بضع سنوات لا أذكر منها شيئا
بضع سنوات مفقودة من ذكرياتي
بضع سنوات مفقودة من عمري
بضع سنوات عجاف!!

لكني صرت بين حين وآخر
أخرج رزنامتي القديمة
ألمس دوائري
أعدها
اتشمم رائحتها
لعلي أجد بعض من عطر تلك الايام مختبأ بها
ليتني واصلت رسم المزيد من الدوائر
فأنا الآن أعتاش عليها

أتعلم !!
إذا عاود نهر الزمن سريانه ...
أعدك أن استئصل تلك السنوات العجاف
حينها سأعود شابة لأجلك

*** 
اليوم كان من أيامي المفضلة
لم أرسم حوله دائرة في رزنامتي فقط
بل رسمت دوائر حوله في كل رزنامة وجدتها
و دونته على كل شئ
أتدري ما اليوم ؟!
إنه يوم نظر الله لنا نظرة رحمة

 
 
 
 16/10/2012
--------------------------------------------------------------------------------------------------
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الرجل إذا نظر إلى امرأته, ونظرت إليه, نظر الله تعالى إليهما نظرة
رحمة, فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ))

03 يوليو 2012

رسالة في زجاجة





أيا حبيبي القريب البعيد ....
بما أنك لست هنا ...
فيمكنني أن أقولها لك
هذا هو اللقب الذي لا يمكن أن أناديك به بعد الآن
لكن مع ذلك لا أستطيع أن أنزعه منك !!
لقب لم يمحوه كل ما فعلتَ
و لا أدري كيف؟
لقد رزقت حبك ...
أو ابتليت به
لا أعلم حقاً!!
و لم أفهم لهذا سبباً قط
أنت لم تفعل شيئاً لتكسبه
و لم و لن تفعل شيئاً لتحافظ عليه
حبي لك كعجوز سقيم ..
يظل الموت يحول حول رأسها للأبد ..
يتمنى ذووها لها الموت كل لحظة
كي تريح ... و تستريح
لكن أبدا لا تموت !!
                               أمـــــــــــــــا بــــــــــــــــــــــــــعد
هذه رسالة أضعها في زجاجة
قد تجدها ذات ليلة
فتذكرني...
و قد تضيع ...
فأبقى معها ضائعة إلى الابد !!
لقد حنثت بوعدي لك مجددا
لقد وعدت من قبل أن أنساك
و حنثت ..
لقد وعدت من قبل ألا أتحدث عنك
و حنثت ...
لقد وعدت من قبل ألا أحبك
و ... حنثت !!
صدقاً حاولت..
بكل ما أُتيت من جهد حاولت ...
و فشلت !!
حتى عندما جاء من يعطيني ما حرمتني إياه..
لم أسعد ..
لأنه ليس منك أنت !!
لقد كرهت كل الرجال بسببك ...
و فشلت أن أكرهك أنت !!
غير منطقي !!
و من قال أن حبي لك من البداية خاضع لمنطق
لو قدر لك أن تجد رسالتي ..
ربما تتساءل !!
لمَ هجرتك إذن ؟!
" هجرت بعض أحبتي طوعاً لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي
   نعــــم أشتاق و لكــــــــن وضعت كـــرامتي فوق اشتيــــاقي
   أرغب في وصلهم دوماً و لكــــن طريق الذل لا تهواه ساقي " ............................ أحمد شوقي
دعني ألقي لديك اعتراف ..
أنا لم (أهجرك)
إنما أطلقت سراحك.
لقد أخبرتني أنك لم تعد تريدني ..
لم تقل ؟!
لا .. لم تقل
لكنك فعلت .
لقد عودتني أن عليك فقط أن تفكر ...
و عليَّ فقط أن أقرأك ... و أنفذ .
لن أخفيك سراً ...
لقد تمنيت مراراً أن أكون مخطئة
أن أكون أخطأت القراءة
أن يكون مجرد خطأ مطبعي
لكنك يا حبيبي ...
ما فعلتُه ... أقررت!
لهذا لست نادمة...
لقد رغبت أنت ...
و أنا نفذت.
أمّا وأنك عثرت أخيرا على من كنت تبحث ...
فأنا لك سعيدة
لكن صارحها ...
لا تدعها تكرر خطأي!!
أخبرها أنه ليس عليها أن تحبك جدا ..
و لا أن تتنفسك عشقاً
فأنت يا حبيبي...
ليس بك حاجة لأن تحبك أي امرأة
إنما حاجتك أن تحب أنت امرأة
و هذا أكثر ما به أنا ... فشلت !!
أما أنا ...
فقد حاولت أن أنهي قصتك معي بلا جدوى
حاولت أن ابحث بين جوارحي
من منهم خانني و مازال معك
فما وجدت أياً من جوارحي معي !!
حاولت أريق كل قطرة دم تمردت عليّ..
و انتمت إليك
فما استطعت إلا أن أهدر دمي !!
كان ذلك خطأي أنا
فأنا من دعوت الله مرارا
أن يبقى حبي لك للابد
حتى بعد الموت .
لكن صدق الله حين قال ...
" و يدع الانسان بالشر دعاءه بالخير و كان الانسان عجولا "
ربما ذلك قد يفرحك
و ربما ذلك قد يُشمتك
لكن ربي بي رحيم
سأظل أحيا بلعنتي
إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا
و سأظل آتي إلى هنا ..
في مثل هذا اليوم من كل عام
و أضع لك رسالة في زجاجة...
و دائماً سأقول لك....
أيا وردتي البيضاء ...
" عــيدك ســــعـــيـــد"

و دائماً.....
دائماً سأقول لك....
"كل عام و أنت حبيبي
كل عام و قلبك بألف خير "



المرسِل /
امرأة ابتُليت بحبك