16 أكتوبر 2013

بـــــــنـــــــدورا !!


أرغب بشدة في الثرثرة !!
لا يهم عم أثرثر ....
أو متى و كيف و أين ؟؟
المهم أني...
 أرغب بشدة في الثرثرة !!
الثرثرة مع صديق قديم
يعرفني تمام المعرفة
لذا سيفهم ما أود قوله
سيفهم طريقتي في الدوران مع الكلمات
و الدخول في تفاصيل ليس لها علاقة بأي شيئ
ثم تفصيل التفاصيل إلى تفاصيل تفصيل التفاصيل
هكذا يصبح كل شيئ واضح
من ثم أخرس و قد أجهدني الكلام
و لم أقل بعد ما أردته
لهذا ...

أرغب بشدة في الثرثرة !!
الثرثرة مع شخص لا يعرفني على الاطلاق
ربما سائق التاكسي
أو تلك المرأة المنتظرة دورها بجانبي عند الطبيب
نلتقي دقائق....
اسكب ذلك الخليط الرهيب من الافكار في أذنها
سيكون عندها الكثير من شغف المعرفة
ربما الفضول أيضا
ربما بعض التعاطف
و نفترق قبل قسوة الحكم
و ربما لا نلتقي بعدها مرة أخرى
أبدا..
سأخبركِ أمرا  جديا
أرغب بشدة في الثرثرة !!
*******
أتعرفين شيئاً  عن صندوق بندورا ....
لنفترض أنكِ لا تعرفين ... سأخبركِ
يعتقد الإغريق أن من خلق البشر هو بروميثيوس و هو من الجبابرة (التيتان) _ قريب لزيوس من جهة والده _
لا يهم ... لا يهم
و هذا البروميثيوس  كان يحب البشر حباً شديداً لدرجة أنه تجرأ على سرقة زهرة الآلهه (النار) و أعطاها لهم
و هنا غضب زيوس بشدة _ و هو دائماً غاضب بشدة _ و عاقب بروميثيوس بعقاب دراماتيكي معقد لا يليق إلا بالاساطير الإغريقية طبعاً
حيث قيده بالاغلال إلى جبلين عملاقين و في كل صباح يأتي طائر رخ عملاق فيأكل كبده لينبت له كبداً آخر في الليل فيأكله ذلك الطائر في الصباح .... و هكذا إلى الأبد !!
أما عن تلك المخلوقات الجميلة شديدة الذكاء التي خلقت لتمشي منتصبة  ( كالآلهه في زعمهم ) فصمم لهم زيوس عملاً انتقامياً آخر...
خلق امرأة شديدة الجمال اسمها بندورا  و  على الفور أغرم بها إبيميثوس شقيق بروميثيوس و قرر الزواج منها
كان زيوس قد أعطى الجميلة بندورا صندوقاً لتحتفظ به و طلب منها ألا تفتحه أبدا
لكن بندورا كانت شديدة الفضول ... بالطبع فتحته
و خرج من ذلك الصندوق كل شرور الدنيا التي نعرفها
ذعرت بندورا مما فعلت و أسرعت تغلق الصندوق على ما تبقى من محتواه
لم يكن  ما تبقى في الصندوق حينها بالكثير
كان شيئاً واحدا تركته بندورا حبيس الصندوق و لم تحرره مع ما تحرر
كان ذلك الشئ هو ....
الأمل !!


عندما سمعت تلك الاسطورة للمرة الأولى لم أجد سوى أن أقول ....
" يا رااااااجل ؟!!!"
هناك كثيرين هذه الأيام  ممن قد يرغب في قتل بندورا بشدة
الغريب أن من وضع في الصندوق كل أنواع البلايا ترك معه الأمل
و الغريب أن من حرر البلايا أغفل تحرير الامل بحيث تصبح الكارثة تامة
أو كما يقال حرفياً
بلا أمل !!
ما علينا ....
أتحدث عن الامل ... و هو أمر من الصعب الحديث عنه 
خاصة الآن
أعتقدة أن الجميع مصاب بحالة شديدة من الاحباط
الجميع !!
و على جميع المستويات ...
و الجميع بالطبع يبحث عما تركته بندورا في قاع الصندوق
الأمل !!
هل خطر ببالك يوما ً ...
أنه ... ربما يكون الأمل أشد هذه البلايا ؟!!
قد يكون الأمل هو الضمادة لما تركته فينا سهام  الدهر
و قد يكون هو الأغلال التي تربطنا ...
إلى أن تمزقنا كل سهام الدهر !!
هنا تكمن نعمة عظيمة أنعم الله سبحانه و تعالى بها علينا
هي نعمة الإسلام ­­و الايمان به سبحانه _و كفى بها نعمة_
أعلم ان من خلق البشر و الخير و الشر جميعاَ
هو الله لا إله غيره
ربنا و رب السماوات و الارض و رب كل شئ
هو جل جلاله من جعل الأمل رهنأ به هو
لا سواه .
الأمل فيه هو  هو عين الإيمان بالله
أما الأمل في شيئاَ ما ...
أو شخصاَ ما ...
قد يكون في حد ذاته دافعا جيدا للانتحار
******
عام آخر يمر ...
و أنا أشيخ بدونك !!
و الزمن مازال متوقفاً عند تلك اللحظة العزيزة!!
سأخبرك سراَ
رغم أني مازلت أحيا خارج نطاق الزمن
إلا أنه لدي احساس قوي ...
و لا يوجد أي دليل أو استدلال عملي واحد عليه
لكني مازلت أشعر ...
أن النهاية باتت قريبة !!


كل عام و أنت  بألف خير
16/10/2013