23 نوفمبر 2008

عما أتحدث هذه المرة ؟؟

عن تــوتـــوســــــا طبعاً .... ظننت هذا معروفاً!!
مرة أخرى أعود ...
أعود إلى عملية القيئ الفكري التي اعتدتها كبديل لسرطان المخ
كعادتي يجب أن أحذركل من يلقيه حظه العاثر فيقذف به محرك بحث ما إلى هذه الصفحات
لا تبحث هنا عن شيئ قيم أو ممتع
ما هذه إلا محاولات لسكب بعض الأفكار تضج بها رأسي فتصيبني بالصداع من آن لآخر
أي أن ما بين يديكم هو المادة الخام المسببة للصداع ...
فلا تبحثوا بين الصداع عن شيئ ذا قيمة ..
إن وجدتم شيئاً فعذراً .. صدقاً لم أتعمد ذلك!!
إن أعجبكم أسلوبي فلا تنتبهوا لهذا ... فربما أنا أحاول تقليد كُتاب أحبهم دون أن أقصد ليس إلا ..
إن أعجبتكم فكرة ما ..!!
فهذا مؤشر جيد ..
على الأقل سأعتبر أن للصداع فوائد أخرى غير محاولة قتلي !!
و إن لم يعجبكم شيئاً ...
فلا تلومونني ..... "أنت هنا بإرادتك الحرة!!"


عما أتحدث هذه المرة ؟؟
عن توتوسا طبعاً !! ..... ظننت هذا معروفاً !!
و لمن لا يعرف توتوسا هذه المرة أقول له ..
يمكنك أن تسحب المؤشر إلى أسفل الصفحة و تقرأ المدونة السابقة
لن أكرر ما قولته سابقاً...
رغم كل شئ لدي عمل أقوم به و لست متفرغة تماماً للتدوين
و لمن يعرفها ويسأل عنها أقول له ...
هي بصحة جيدة و الحمد لله ...
في كل يوم تزداد حكمة ...
و تزداد طولاً أيضاً !!
أشكر لكم سؤالكم على كل حال
لم أحسبكم قوماً ودودين لهذه الدرجة ..

نعود إذن لتوتوسا ...
أخبرتكم من قبل عن تلك الأشياء التي تتحدث عنها طفلتي دون علم بمدى خطورتها
(عالمي أزرق) قالت في تعليقها أن جيلنا في مرحلة الأعدادي_أي من عشر سنوات تقريباً_ كانت بيننا فتيات متزوجات عرفياً !!
ااه ... هذا جميل لم أكن أعلم هذا !!
يبدو أن المعلومات تصل إليّ متأخرة بعض الشئ ...
لا بأس اعتدت هذا نوعاً .... على الأقل تصل إلي بالنهاية
المهم ...
حتى الزواج العرفي بين طالبات المدرسة الإعدادية و إن كان يشي بإهمال أخلاقي و أسري و قلة وعي من الصغار و الكبار _على حد سواء _ بتلك الطاقة العاطفية الهائلة التي تتفجر مع بلوغ الأطفال هذا السن (المراهقة)
رغم كل شيئ يسئ الآباء التصرف مع مشاعر هؤلاء الأطفال _الذين لم يعودوا كذلك _ و يصروا على النظر إليهم باعتبارهم أطفال
بينما هم _ببساطة _ لم يعودوا كذلك!!
الزواج العرفي رغم عدم قبوله دينياً واجتماعياً و أخلاقياً لكنه لازال تصرف داخل نطاق النفس البشرية
دوافعه مفهومة ... طبيعية ... تدفع إليها الغريزة و إن كان غير شرعي
لكن !!
هل سمع أحد من عشر سنوات عن سلوكيات منافية للفطرة بين الطالبات أو الطلبة؟؟
عذراً ... يصعب عليّ أن أتهم أطفالاً بالشذوذ !!
لاحظوا أني لا أتحدث عن ناضجين مضطربين نفسياً
لا أتحدث عن الأطفال الجانحين ...
أتحدث عن أطفال في مدارس محترمة و من أسر كريمة ...

حكت لي طفلتي عن ذلك الأستاذ الفاضل الذي عاقب طالبتين بشدة لأنه لاحظ أنهما تخفيان أيديهما أسفل المكتب متشابكتين ... متعمدتين إخفاء الأمر
لم تفهم طفلتي ما سر شدة عقوبتهما ...
الواقع لم أفهم أنا أيضاً ... فكان يكفي نهرهما
لكن ليس إلى هذه الدرجة
فمهما حدث ما كنت لأتخيل أمراً منافياً للفطرة يخرج من (أطفال)...
لكن في الأيام التالية كانت طفلتي تحكي لي ....
و كلما حكت لي انتصب شعر رأسي رعباً مما تحكي ...
تحكي لي ... فأموت فزعاً على توتوساتي تلك
و على بناتي ... و حفيداتي
تحكي ليه و في كل مرة تنهي حديثها قائلة " هو مش كده برضو عيب يا أبلة ؟!"

ذلك الأستاذ الفاضل رأى الكثير و سمع عن الكثير ...
و وضع كل ما رأى و كل ما سمع بجانب كثير من أفلام الموسم السابق فقط
و التي كان يعرض بعضها على شاشات عرض على الشاطئ علناً على أنها أفلام أسرة
_يبدو أنه حتى شعار "للكبار فقط !!" أصبح قديم الطراز _
وضع كل هذا و استنتج ما قد يحدث للشباب في غفلة الكبار

طفلتي لا تعلم عما نتحدث ....
لكن ...
طفلتي _التي لم تعد كذلك _ فهمت أشياء أخرى
رفضت أن ترى سلوكيات خاطئة من زميلاتها
و شعرت بمسئوليتها تجاه عالمها الصغير
صغيرتي العزيزة بمنطقها الصغير تقول:
" ماهو لما الكويسيين ميمنعوش الوحشيين من الحاجات الوحشة مش حيبقى فيه فرق بين الكويسيين و الوحشيين ..."
" ماهو الناس مش حتقول إن الفصل ده فيه ناس كويسة و ناس وحشة ... لا حيقولوا الفصل ده وحش ..."
صغيرتي العزيزة فهمت بفطرتها الطيبة معنى قول رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَالَ: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)

أصدقكم القول ....
لقد شعرت بالاعجاب تجاه تلك التوتوسا ...
الاعجاب و الفخر ...
من المريح أن تعرف أن ابنتك تعرف الخطأ ...
و من المطمئن أن تعرف أنها ترفضه ...
لكن من دواعي الفخر أن تعرف أنها تقاومه
على الرغم من الأسلوب الطفولي
لكن يكفيك الشعور بالحماسة...
المهم أن توتوساتي وضعت خطة صغيرة لإعادة الأمور لمسارها الصحيح
بالمناسبة قبل أن أدخل في المزيد من التفاصيل ....
توتوسا هي المقررة الثقافية و الدينية لفصلها بالإضافة إلى أنها أمينة مساعدة
و هو أمر يدربون به صغارنا على تحمل المسئولية و صناعة القرار و المشاركة في اتخاذ القرار
أو هذا ما يقولون !!
من هنا تجدون شعور توتوسا بالمسئولية أمراً منطقياً
لأنها على خلاف العادة فهمت ما يعنيه توليها منصب كهذا
المهم أن مفاد هذه الخطة هو إقناع باقي عضوات المجلس التنفيذي للفصل بأهمية دورهن في هذا الأمر من ثم عمل جلسات أسبوعية مع باقي طالبات الفصل في حصص غير مستغلة
تتحرر هذه الجلسات من قيود الكبار و تحتوي ما يثير هؤلاء الفتيات من الأنشطة و الأحاديث من ثم تبدأ المقرارات بالحديث عن السلبيات التي يجب تغييرها بأسلوب (كلام بنات )
أي أنه نوع من العلاج النفسي غير المباشر لتجنب المقاومة
الواقع أشد ما أثار اعجابي
هو أن الأمر بعيد عن سيطرة الكبار ...
في الواقع هو حركة داخلية بحتة .... من داخل عالمهن السري
أعلم أن الأمر بهذه الصورة يحتاج لطبيب نفسي محترف لقيادة هؤلاء الفتيات إلى الطريق القويم دونما احساس منهن
لكني أثق تماما بفطرة طفلة وسط الأطفال
أثق أنها قادرة أكثر من ملايين الأطباء النفسيين على علاج قريناتها
لهذا تجدونني اختال فخراً بصغيرتي الرشيدة

لن أطيل عليكم
أعلم أني أحب الاستطراد كثيرا
و عندما أتحدث عن توتوسا يصبح الأمر ثرثرة
لكن أظن أنه لم توجد بعد الأم التي تتوقف عن الحديث عن ابنها او ابنتها عندما تتاح لها الفرصة
هذا أقوى مني أعذروني !!
و رغم كل شيئ ... توتوسا هي ابنتي
و كما اتفقنا يمكن لأمي أن تقاضيني لأجل هذا
أصبحتم تعرفونني جيداً
أنتم لم تعودوا غرباء على أي حال!!
المهم أن أيضاً ما يقلقني على توتوساتي ....
الخطر التالي الذي يحيق بتوتوساتي ...
هو رد فعل المجتمع على مجهود فردي بحت من طفلة _لم تعد كذلك !!
و سأقسم لكم ردود الأفعال المحيطة لتروا ما آل إليه مجتمعنا للأسف
لنبدأ بزميلاتها ...
بدأً من المجلس التنفيذي للفصل
اجمعن بأغلبية ساحقة على أنه _"مالناش دعوة ... كفاية احنا كويسيين"
لا بأس هن صغيرات و لم يتعلمن معنى تحمل مسئولية التوجيه
هن بالكاد يتحملن مسئولية إلزام أنفسهم بالآداب العامة
لن نتحدث عن باقي الطالبات ..
فهن _بالطبع _ (يعشقن حياة الحرية) و بالطبع يرفضن كل ما قد يقيدهن
خاصة وأن القيود هذه المرة من داخل عالمهن السري
من داخل حدود عالمهن الصغير

في محاولة من توتوسا للحصول على المزيد من الدعم
أخبرت والديها بخطتها الصغيرة لإصلاح زميلاتها في الفصل
بالطبع أخبراها بقلة اكتراث أن لا داعي أن تشغلي بالك بهذه الأمور و يكفي أن تلتزمي أنتِ بالأخلاق القويمة ... من ثم ... انتبهي لدراستك
الواقع أن الاحباط الأكبر كان من نصيبي أنا
و كالعادة حاولت أن أوجه نظر والداي لما يحيط بصغيرتنا من سلبيات لا يمكن السكوت عنها
أخبرتهم بما تواجهه صغيرتي من سلبيات و أخلاقيات غير طبيعية لا تدرك هي أغلبها
كرد فعل لكلامي تحمست أمي و قررت أن تذهب للمدرسة بنفسها لتخبر إدارة المدرسة بما خفي عنهم (قال يعني هم ميعرفوش )
و قبل أن تقوم أمي بأي خطوة استشارت عدداً من صديقاتها و زملائها في العمل و شقيقاتها أيضاً .....
"ملهاش دعوة "
هكذا نصح الجميع أمي ..
"يا ستي خلي بنتك تبعد عن الموضوع ده خالص ... ملهاش دعوة بيه " _ و على سبيل أداء الواجب _" و خلي بالك انتي بس من بنتك و خدي بالك من أصحابها "

يا سلام !!!
بالطبع أضاف كل منهم الكثير عن اضطهاد المدرسين أو اضطهاد زميلاتها
حتى أن بعضهم أضاف عصابات الفتيات اللاتي يقمن بإيذاء من تسول له نفسه الوشاية بهن
و ربما وصل الأمر لتأجير البلطجية بـ(مية النار) إياهم _من أين يحصلون على مية النار هذه_
و لا بأس بتأجير قاتل محترف أو قناص يستهدف الفتاة الواشية !!

هكذا ذهب كل واحد إلى بيته قرير العين أنه قام بما يجب عليه القيام به
انقذ المسكينة التي كادت أن تهلك لولا نصيحته الغالية
و بالطبع فورة الحماس التي عاشت بها أمي لمدة 48 ساعة تلاشت كفقاعة من الصابون
كأن لم تكن !!
و عادت أمي و تشاورت مع أبي من ثم اجتمعا على أنه ...
" ملكيش دعوة ..."
من ثم ناما قريرا العين أيضاً
هنا تقتضي الأمانة أن أقول أن أمي لم تكتفي بهذا الحل الذي يرضي جميع الأطراف
و اعتبرت أن الخطر لازال قائماً ..
لذلك قررت أن ...
تتوقف توتوسا عن الذهاب إلى المدرسة نهائياً و تستكمل دراستها بطريقة الانتساب
هذا أكثر أمناً !!

.................
هأنذا أدخل إلى الصفحة الخامسة تقريباً و ما زال لدي الكثير لأقوله
أعذروني !!
لكن صدقوني الموضوع يستحق
على الأقل يستحق أن أصاب لأجله بالصداع
الواقع تستفزني بشدة الحماسة التي تتم بها الدعوة إلى " مليش دعوة"
لو أن الدعوة للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تمت بذات الحماسة
لاختفت كل السلبيات من مجتمعنا
و لكنا لانزال (خير أمة أخرجت للناس)
لكن ما عسنا نقول !!
صغيرتي _التي لم تعد كذلك أبدا_ تصرخ !!
إذا كان هذا حقاً ... لمَ لا يكون ؟!
إذا كان ذلك باطلاً ... لمَ لا يمحى؟!
و إذا كنا نحن الصالحين .... لمَ نسكت ؟!
بينما المخطئين و العصاة يجاهرون بمعاصيهم و يحصلون على كل الثناء و التقدير و لا يخافون شيئاً و لا يخجلون من شيئ ...
و أكثر يدعون إلى مذهبهم بكل إخلاص !!
أنكون على حق ... و نرفع شعار " ملناش دعوة "؟!
طفلتي _التي لم تعد كذلك أبدا_ (متلخبطة) !!
ذلك المنطق المقلوب شوش أفكارها ...
إذا كان المخطأ يفعل ما يحلو له علناً دون عقاب أو حتى دون أن أي مقاومة و أيضاً يحصل على المزايا و المكافأت فلم نلتزم نحن بالصواب على صعوبته مادمنا نخاف أن نقول حتى أن هذا صواب و هذا خطأ ...
إذا كان للخطأ حجة قوية و صوت عالي وسلطة محصنة حتى صار أمراً حميداً ...
فما هو الخطأ إذن و ما هو الصواب ؟!
أظن أن هذا ما يدور الآن في رأس توتوسا ...
ما رأيكم دام عزكم ؟!
توتوسا في خطر حقيقي يا سادة ...
أطفالي الذين لم أنجبهم في خطر حقيقي يا سادة ....
أطفالنا و شبابنا و أمتنا كلها في خطر حقيقي يا سادة ....

إذا كانت عجلة الزمان دارت و لا يمكن إيقافها الآن ...
إذا لم نستطع إعادة تربية المجتمع بأسره ...
على الأقل دعونا لا نربي شياطين خرساء صغيرة !!
....
...
...
..
...
..
قمت بتحديث الموضوع لإضافة هذا الرابط من مدونة رحايا العمر كمكمل لموضوعي
التدوينة بعنوان (قلة أدب) و إليكم الرابط

13 نوفمبر 2008

تـــوتـــوســـــــــــــــــــا ........!!!

هأنذا أحاول مجدداً ...
كما اتفقنا أنا هنا ليس لأني رائعة جداً في الكتابة
و ليس لأني ذات أفكار رائعة جداً خسارة أن تبقى مغمورة
أنا هنا فقط أحاول ألا أصاب بخلطة
منذ فترة ضُبطتُ و أنا أتحدث إلى انعاكسي على صينية لامعة موضوعة على حوض المطبخ أثناء عملية (تشطيب المواعين) اليومية ... بالطبع كان موقفاً لا أُحسد عليه .
بعد ذلك قررت أن أكون أكثر رقياً و أتحدث إلى لوحة المفاتيح بدلاً من اتهامي بالجنون

المهم ...
هناك مشكلة تشغلني منذ فترة
و مشكلتي خاصة جداً
شديدة الخصوصية
لدرجة أنها أصبحت مشكلة عامة !
و هي خطرة جداً
خطرة جداً لدرجة أن لا أحد تقريباً يراها
مشكلتي ببساطة هي .... توتوسا !!!
الأمر واضح الآن ...
لابد أنكم تقدرون موقفي
المشكلة كما ترون ليست سهلة على الإطلاق
لابد أن هناك كثيرون يعانون من ذات المشكلة
أو لنقل يرون هذه المشكلة
أنتم تعرفون ...
بمجرد أن تبدأ البثور بالظهور
تجمح المشاعر و تصل إلى الكتلة الحرجة التي تحدث عنها اينشتاين مهددة بانفجار مروع
و يصعب السيطرة على الانفعالات ... حتى تظن أنك تعيش في مستشفى مجانين
و يصبح الأمر أشبه بإلتهاب عملاق يجب أن تتعامل معه بسرعة و حنكة
و أهم من ذلك بقوة
مع ذلك برفق أيضاً غير عادي
تخاف أن تغفل عنه لحظة فتتمرد خلاياه و يتحول إلى ورم خبيث
سرطان ...
فيصبح لا علاج له سوى الاستئصال...
ألم أقل لكم أن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق
يجب أن تصدقوني عندما نتحدث عن هذا
فهمت قصدي الآن ؟؟
............
ألم يفهم أحد شيئاً ؟؟!!
غريب !!
ظننت أني شرحته جيداً
ما الغامض في الموضوع ؟؟!!!
اااه ..... هذا !!
لهذا أفضل الحديث مع صينية المطبخ .... فهي كما تعرفون ليست بحاجة للكثير من التفاصيل
و بالطبع تعرف من هي توتوسا ...

حسناً ...
لمن لا يعلم أقول ...
توتوسا هي كائن شديد الطيبة و البراءة يصعب أن تجد شخصاً أو شيئاً في براءتها
إذا حاولت اجراء اختبار حمض نووي لها أو ما يسمى (DNA) سيصر الجميع على أنها أختي
يمكن لجميع خبراء الوراثة أن يفجروا رؤوسهم في الحائط
و لتذهب اختبارات الحمض النووي و الأوراق الرسمية إلى الجحيم ( على رأي الأفلام الأمريكاني )
توتوسا هي ابنتي ...
و يمكن لأمي مقاضاتي لهذا إن أرادت .... لن يغير هذا من الأمر شيئاً
على كل حال هذا ليس موضوعنا الآن

اسمها تسنيم ... أشرف شراب أهل الجنة
و قلبي يدعو لها أن تكون يوماً أشرف بنات المسلمين
و أشرف حور عين الجنة أيضاً
لا ينالها إلا المقربين ...
يفصلني عنها أحد عشر عاماً على الرغم أني فعلياً أصل _(بسم الله ما شاء الله )_إلى كتفيها
المهم أن توتوسا _ ذلك الكائن البرئ _ في خطر ...

فمنذ أتت هذه التوتوسا حرصت على أن أحميها من كل ما قد يلوثها
كنت دائما أضع كل ما في محيطها تحت المراقبة ...
و أساعدها على أن تميز الثمين من الغث كما يقولون
لكني لم أدفن رأسها في التراب متظاهرة أنه يكفي لتكون آمنة ألا ترى الخطر حولها
لقد أردت أن ترى الحملان و الذئاب على حد سواء
و تختار من بينهما أن تكون ....
إنسان !!
ليست غنم
تسعد بين المرعى و الكلأ و الماء كأي غنم
تجزع ... تذعن ... تفترس و تذبح كأي غنم
و ليست ذئب ...
يحيا على الأغنام
بل إنسان كما خلقها و كرمها ربها
أريدها ألا تترك حقها ...
ولكن ... لا تعتدي ...
فقط أريدها ...
أن ترى الحق حقاً .... و تتبعه ... بحول من الله و قوته
و ترى الباطل باطلاً ... و تجتنبه ... بعصمة من الله و رحمته

و لقد تمكنت مع توتوساتي من تجاوز الكثير من المخاطر بفضل من الله عز و جل
عرفنا كيف نتجاوز مشكلات تامر حسنى و دانييل راد كليف
أوقفنا معاً السيطرة النفسية التي تمارسها الفضائيات الرخيصة علينا
وضعنا حدود لكل من يسخر من عقليتنا و يتلاعب بأفكارنا و مشاعرنا و يستغل ضعفنا الطبيعي كبشر
توتوساتي العزيزة ..!!
حقاً أنا فخورة بما وصلت إليه تلك التوتوسا
حتى أني أعترف أني تخلصت من كثير من موبقاتي أنا شخصياً
خصيصاً لأجل توتوسا
حتى لا تراني أخطأ فتخطأ ظناً منها أنه صواب وهي تتبعني
حتى و لو لم تراني بعينها أخاف أن تخطأ هي فلا استطيع حمايتها لأني ارتكبت هذا الخطأ قبلها
هذا شعور تدركه أي أم تقوم بكنس المنزل عدة مرات يومياً خوفاً أن يلتقط صغيرها شيئاً قد يؤذيه و هو يحبو في أرجاء المنزل غير مدرك لخطورته

و أخذت أدرب نفسي على أن أتعامل معها ليس بغريزة أم فقط
تلك الغريزة التي تولد مع كل أنثى و تعيش بها ولها و لا تنتظر أن تنجب لكي تحصل عليها
حتى أنه في الوقت الذي يضيعه الصبيان في لكم و ركل و مطاردة بعضهم البعض
تحتضن كل طفلة دميتها تعلمها و تتعلم منها أول دروس الأمومة
أخذت أدرب نفسي على ان أتعامل معها بكل ما امتلكه من قدرات عقلية و نفسية و اجتماعية
بكل ما امتلكه من ذكاء و سرعة بديهة و توقع و ...

كل هذا جميل !! لكن أين المشكلة ؟!
حسناً ... حسناً !!
كل ما في الأمر أني أردت وضعكم في الجو العام للمشكلة
أردت فقط أن تعيشوا معي مشاعري
.....................................

لن أطيل ....
المهم أن تلك التوتوسا استيقظنا في ذات صباح ....
لنجدها أنها ....
لم تعد كذلك !!
لم تعد صغيرة جداً لدرجة أنها مجرد توتوسا
لقد صارت فتاة شابة !!
ليست كبيرة جداً ...
لكنها أيضاً لم تعد تلك الطفلة
لم تعد تلك التوتوسا
...
أيضاً أين المشكلة ؟؟
مهلاً .... لم أحسبكم ملولين لهذه الدرجة
صدقاً أقول لكم أنتم بحاجة إلى فضيلة الصبر يا سادة !!
أنا أحب الاستطراد ..
هذه مدونتي رغم كل شئ !!
ماذا حدث للناس هذه الأيام ؟!
.....
لنعد إلى توتوسا ...
توتوساتي _التي لم تعد كذلك_ الآن هي في الصف الثالث الأعدادي
في مدرسة بنات بالطبع ...
المشكلة أني أكتشفت أن المناخ في مدرستها فاسد تماماً
لا أتحدث هذه المرة عن التعليم
جميعنا يعلم ما آل إليه أمر التعليم في بلادنا
فلا داعي إذن لنكأ الجرح
أنا أتحدث عن الشق الثاني
الأول إن شئنا الدقة ...
الشق الأول من .... " التربية و التعليم "
عن التربية أتحدث ...
عن الأخلاق أتحدث ...
عن الدين أتحدث ...
عن كل قيمنا و تقاليدنا و موروثنا العربي و الإسلامي أتحدث
أظن أنه يجب علينا جميعاً ....عن هذا نتحدث !!

كل ما ربيناها عليه و تربينا نحن عليه مهدد بالدمار الشامل
لا تكذبي ...... كيف لا و مدرساتهن يكذبن علناً أمامهن و يكافئن الكاذبات !!
لا تنافقي ...... كيف لا و أساتذتهن ينافقوا و يقربوا منهم المنافقات !!
لا تتركي حجابك و لا زيك الشرعي .... كيف لا و جميع من في محيطهن من أقل طالبة إلى أكبر أستاذ يسخرن من كل ذات سدال و حجاب !!
لا تتبرجي و لا تخرجي سافرة ...... كيف لا و الجميع يمتدح أمامها كل مصبوغة قصيرة تنورتها بل كأنه كلما قصرت تنورتها كلما علت مكانتها !!
لا تخالطي الرجال ..... كيف لا و كل أستاذ يدخل الفصل ينسى أنه هنا ليربي و يعلم ... و يظن أنه هنا للترويح عن نفسه من قيود الاحترام و إخراج أقذر ما يحويه عقله....
مستحلاً براءتهن يتحدث في كل ما يمليه عليه عقله المريض المتقيح بكل ما ربته عليه القنوات الفضائية ... يضاحكهن و ....
ماذا عساي أقول ؟!
ألا يتقون الله في بناتهم فيحفظوا للمسلمين براءة بناتهم !!!
لطالما حذرنا أبي و حذرت أنا أختي و صغيرتي ألا ترفعي صوتك في الشارع ... و لا تردي على من يضايقك في الشارع ... و لا تنظري إلى من يذكر اسمكي بصوت عال في الشارع !!
كلنا تربينا على هذا !!
كل رجل عربي حريص أن يلقن ابنته هذا !!
إنها أمور بسيطة جداً بمعايير هذه الأيام
لكنها تمثل لكل أسرة مصرية ألف باء العفة و الحياء
ما بالي أرى من نزعت النخوة العربية من عروقهم انتزاعاً
أرى ذلك الأستاذ (الفاضل!!) كما يفترض .. ينادي صغيرتي متغنياً باسمها بصوت مائع و أسلوب رقيع على قارعة الطريق منافساً ما قد يفعله فتى في الخامسة عشر ننعته بأنه (ملوش أهل)!!
بئس الرجال تجردوا من النخوة !!
ذلك باختصار شديد صورة وردية لما آل إليه المربون الأفاضل في هذا العالم
هذه هي الأمور العادية ... التي لا ينظر إليها أحد باعتبار أنها ( عادي !! )
و بالطبع أنا لن أتحدث عن حوادث تحرش المدرسين بالطالبات لن أتحدث عن حوادث الاعتداء الجنسي التي سمعنا مؤخرا أنا ضحياها لم تعد تتقتصر على الطالبات الصغار و امتد الأمر للطلبة أيضاً و لأطفال دون سن المدرسة ...
لن أتحدث عن هذه الأمور فهي رغم انتشارها تبدو بعيدة و لله الحمد عن محيطنا
لكن ليست بعيدة جداً للأسف ...
فهذا بدأ بذاك !!
و معظم النار كان من مستصغر الشرر
ألا ترون معي أننا في كل يوم نتنازل عن قدر يسير جدا من أخلاقنا
قدر يسير جداً لدرجة أنه غير ملحوظ
لكن إذا نظرنا إلى ما كان عليه اباءنا و أجدادنا من احترام و عفة و حياء نجد الأمر كأننا أصبحنا شعب آخر تماماً ... بمعايير و أخلاق مختلفة تماماً .... كأننا لسنا أبناء و أحفاد هؤلاء
و هؤلاء ... منهم من عاش و مات و لا يفهم معنى كلمة تحرش أو اغتصاب أو شذوذ فما بالكم أن يسمع في كل يوم عشرات بل مئات الحوادث من هذه النوعية
هؤلاء ... كان قمة الانتهاك للحرمات لديهم أن ينظر أحدهم لفتاة خرجت عرضاً إلى الشرفة
و قد تقام مذبحة دموية بين سكان شارعين كاملين لهذه النظرة .!!!
لاحظوا أني أتحدث عن الماضي القريب ... ربما 50 عاماً خلت أو أقل
لا أتحدث عن عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و الخلفاء و التابعين ..... فعندما نتحدث عن ذلك يبدو الأمر مثالياً جداً غير قابل للتصديق بالنسبة لمن يقولون (عادي!!)
لفت نظري ذات يوم مشهد في أحد المسلسلات المدبلجة التي تعرضها القنوات الفضائية طوال الوقت جدال عنيف بين أم و ابنتها بدت الأم ثائرة بسبب أنها فوجئت بصورة ابنتها عارية في مجلة إباحية
الواقع أثارني بشدة رد الفتاة
بمنتهى الجرأة قالت :"أمي ... لا داعي لهذه الثورة .. عندما كنت صغيرة ألبستني البيكيني بيدك و كنتي مسرورة للغاية و فخورة بي جداً و أنا أرتديه .... ماذا فعلت خطأً لاستحق هذه الثورة ... قليلاً بعد ؟؟!!"
بغض النظر أن المسلسل أجنبي أصلاً لا علاقة له بأخلاقنا على الإطلاق و إن كان يعرض في معظم القنوات العربية مسلسلات و أفلام مشابهه لكن بدا لي ردها منطقي للغاية .....
ماذا فعلت هي خطأً ... هي استندت إلى الحد الذي أعطتها لها أمها بيدها و تجاوزته قليلاً جداً
لم تغير إلا القدر اليسير ... هي أصلا كانت عارية فلا بأس بالقليل بعد !!!
ترى!! ... هل سيأتي يوماً نمارس كل رذيلة علناً و نقول " عادي !! .. ما الخطأ ؟! ... قليلاً بعد "

دعونا نتحدث عن أمور قريبة لنا
أمور تفهمها عقولنا (المتطورة) و أخلاقنا (الجديدة)
بالأمس القريب سمع الجميع عن حالات الزواج العرفي بين طلبة الجامعات و التي وصلت عام 2000 إلى 225 ألف حالة في الجامعات المصرية..
الأمر أصبح واقعاً لدرجة أنه أًصبح من (إفيهات) الأفلام الكوميدية و لم يعد يستغربه أو (يستنكره) أحد
دعونا نعد لتوتوسا ....
توتوساتي الصغيرة ... ذات الأربعة عشر ربيعاً !!
تلك الطفلة !!
تحدثني عن ثلاث فتيات من صديقاتها في المدرسة الإعدادية ..... متزوجات عرفياً !!!
تحدثني عن فتيات يخبأن ملابس داخلية و قمصان نوم بين كتبهن ليلحقوا بموعد ما بعد المدرسة !!!

تتحدث عن أطفال يفعلن هذا !!
تتحدث ببراءة من لا يفهم معنى ما يتحدث عنه !!
تتحدث وتسألني ببراءة " هو ينفع يا أبلة ؟! "
و أنا أمرر لكم سؤالها ....

هو ينفع يا مسلمين ؟!


عذراً .. أطلت الحديث
سأنهي هذه المدونة الآن ...
لكن للموضوع بقية ....

08 نوفمبر 2008

في أرض لم تخلق ...



عندما تطفئ الأنوار ...
على ضوء النار ...
يتوقف كل شئ !!
و يتوقف الزمن
و تفتح البوابة !!
بوابة أرض لم تكن ...
تقع في لامكان ...
خلف حدود الزمن
أتعرفين تلك المنطقة بين طرفي الملانهاية ؟؟
تلك المنطقة التي يتجمد فيها اللهب ..
فيصبح زهرة بلورية حمراء؟؟
ألا تعرفينها حقاً ؟!
إنها هناك عند طرف قوس قزح ...
حيث دفن الأقزام الذهب ...
حيث مازالت كل الأميرات ينتظرن فوارسهن
حيث تأتي الأحلام كل ليلة
عرفتها ؟؟
إنها بين رمشات الأهداب
هناك ستجدين مملكتي
هناك أرضي
و هناك لازالت سماءي تظللني
أتدرين ؟!
هناك .....
يمكنك أن تقولي ما شئتي ..
أن تفعلي ما شئتي ..
أن تكوني ما شئتي ..
......
لكن إذا أضيئت الأنوار ....
نغلق البوابة .
و يعود الزمن إلى مساره
و يعود كل شئ إلى ما كان عليه
عندها ...
تنسي
تنسين كل شئ ..
تنسين كل ما قولته ...
تنسين كل ما فعلته ...
تنسين كل ما كنته ...
و أكثر ...
كأنك لم تكن هناك يوماً !!