سأخبركم قصة طريفة ..
كانت أمي تعشق الباذنجان المقلي مع الفلفل الحار و الثوم
يسمونه في بعض الأقاليم المصرية الشقيقة (مسقعة)
أكلة قاسية جدا !!
خطيرة !!
غفلت عنها هيئة الطاقة الذرية و البرادعي أيام مجده و أمريكا كلها كسلاح دمار شامل
هي أكلة كفيلة بتدمير الجهاز الهضمي لسوبرمان و أهله أجمعين
لكن عادة الشعب المصري الأصيل (معدته تهضم الزلط)
ربما لهذا السبب نجح في البقاء أكثر من سبعة آلاف سنة على الرغم من توالي أنواع مختلفة من الحكومات عليه ولم ينقرض بعد !!
المهم
أمي _كأي أم مصرية صميمة _ تعشق الباذنجان المقلي مع الفلفل الحار و الثوم
لطالما سبب الباذنجان المقلي لأمي آلاماً في المعدة و القولون
و لطالما غفرت أمي للباذنجان سوء معاملته لجهازها الهضمي
حاولت معه بشتى الطرق أن تجعله لطيفاً معاها
جربت أن تشوي الباذنجان بدلاً من قليه
جربت أن تستخدم الفلفل الرومي بدلاً من الفلفل البلدي أو الفلفل الحار
جربت أن تخفف من الثوم و الخل
جربت حتى أن تطهوه ( ني × ني ) أو سوتيه
لم تفلح !!
جربت معه المسكنات و الأدوية المهضمة و الفوار
حتى اللبن الرائب ...
لم يهدأ من عمله الشرس في جهازها الهضمي !!
هددها الأطباء دوماً من خطورته على صحتها
لكن و لأن أمي تعشق الباذنجان المقلي مع الفلفل الحار و الثوم
ذهبت تهديداتهم أدراج الريح
لأنها تحبه ..
لأعوام طويلة ..
لم تتوقف أمي عن أكل الباذنجان المقلي مع الفلفل الحار و الثوم
و أخذت تزداد حالتها سوءاً
استمر هو في الإيذاء !!
و استمرت هي في الغفران !!
حتى بضعة أشهر خلت ...
أصيبت أمي بالآم رهيبة في المعدة و القولون
و أصيبت أمعاءها بتشنج خطير ...
كاد يودي بحياتها !!
حتى أنه تم احتجازها في المشفى لمدة 48 ساعة تحت الملاحظة
خلالها عُلق لها المحاليل و أخذت الكثير من ( الحقن )
و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ..
بعد خروجها من المشفى ...
مُنعت أمي تماماً من تناول الطعام و لمدة عشرة أيام كاملة
إلا من العصائر و المشروبات الدافئة
الضعف ...
الدوار ...
فقدان الشهية ...
الهزال ...
فقدان النشاط و الحيوية ..
فقدان النضارة...
و الألم !!
الكثير منه !!
هذا ما عانته أمي إلى أن منَّ الله عليها بالشفاء
أتدرون ؟!
مازالت أمي تعشق الباذنجان المقلي مع الفلفل الحار و الثوم
لكنها لم تعد تستطيع أن تغفر له ما فعل
و كلما وضع أمامها على المائدة ...
تذكرت الألم فتشيح بوجهها عنه
مازالت أمي تعشق الباذنجان المقلي مع الفلفل الحار و الثوم
لكنها أبداً لن تنسى الألم !!
الحب لا يمكنه أن يعيش مع الألم المستمر
فالحياة ليست فيلماً بالأبيض و الأسود
يمكنك أن تتحمل الألم في سبيل من تحب
لكن يصعب عليك تحمل الألم ممن تحب
فإن كنت قد اعتدت أن تسبب الألم لشخص يحبك
و اعتدت منه الغفران ...
فلا تعتمد على حبه طويلاً !!
و اعلم ...
أن كثرة الوخز في العصب الحساس ...
يفقده الإحساس !!
فعندنا في مصر يقولون ...
"كتر الحزن يعلم البكا ..
و كتر الفرح يعلم الزغاريد ..
و كتر الجرح بيموت الحب !!
<< عذراً لسخافة العنوان ... الصراحة معرفتش أفكر في عنوان أفضل >>