هأنذا أحاول مجدداً ...
كما اتفقنا أنا هنا ليس لأني رائعة جداً في الكتابة
و ليس لأني ذات أفكار رائعة جداً خسارة أن تبقى مغمورة
أنا هنا فقط أحاول ألا أصاب بخلطة
منذ فترة ضُبطتُ و أنا أتحدث إلى انعاكسي على صينية لامعة موضوعة على حوض المطبخ أثناء عملية (تشطيب المواعين) اليومية ... بالطبع كان موقفاً لا أُحسد عليه .
بعد ذلك قررت أن أكون أكثر رقياً و أتحدث إلى لوحة المفاتيح بدلاً من اتهامي بالجنون
المهم ...
هناك مشكلة تشغلني منذ فترة
و مشكلتي خاصة جداً
شديدة الخصوصية
لدرجة أنها أصبحت مشكلة عامة !
و هي خطرة جداً
خطرة جداً لدرجة أن لا أحد تقريباً يراها
مشكلتي ببساطة هي .... توتوسا !!!
الأمر واضح الآن ...
لابد أنكم تقدرون موقفي
المشكلة كما ترون ليست سهلة على الإطلاق
لابد أن هناك كثيرون يعانون من ذات المشكلة
أو لنقل يرون هذه المشكلة
أنتم تعرفون ...
بمجرد أن تبدأ البثور بالظهور
تجمح المشاعر و تصل إلى الكتلة الحرجة التي تحدث عنها اينشتاين مهددة بانفجار مروع
و يصعب السيطرة على الانفعالات ... حتى تظن أنك تعيش في مستشفى مجانين
و يصبح الأمر أشبه بإلتهاب عملاق يجب أن تتعامل معه بسرعة و حنكة
و أهم من ذلك بقوة
مع ذلك برفق أيضاً غير عادي
تخاف أن تغفل عنه لحظة فتتمرد خلاياه و يتحول إلى ورم خبيث
سرطان ...
فيصبح لا علاج له سوى الاستئصال...
ألم أقل لكم أن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق
يجب أن تصدقوني عندما نتحدث عن هذا
فهمت قصدي الآن ؟؟
............
ألم يفهم أحد شيئاً ؟؟!!
غريب !!
ظننت أني شرحته جيداً
ما الغامض في الموضوع ؟؟!!!
اااه ..... هذا !!
لهذا أفضل الحديث مع صينية المطبخ .... فهي كما تعرفون ليست بحاجة للكثير من التفاصيل
و بالطبع تعرف من هي توتوسا ...
حسناً ...
لمن لا يعلم أقول ...
توتوسا هي كائن شديد الطيبة و البراءة يصعب أن تجد شخصاً أو شيئاً في براءتها
إذا حاولت اجراء اختبار حمض نووي لها أو ما يسمى (DNA) سيصر الجميع على أنها أختي
يمكن لجميع خبراء الوراثة أن يفجروا رؤوسهم في الحائط
و لتذهب اختبارات الحمض النووي و الأوراق الرسمية إلى الجحيم ( على رأي الأفلام الأمريكاني )
توتوسا هي ابنتي ...
و يمكن لأمي مقاضاتي لهذا إن أرادت .... لن يغير هذا من الأمر شيئاً
على كل حال هذا ليس موضوعنا الآن
اسمها تسنيم ... أشرف شراب أهل الجنة
و قلبي يدعو لها أن تكون يوماً أشرف بنات المسلمين
و أشرف حور عين الجنة أيضاً
لا ينالها إلا المقربين ...
يفصلني عنها أحد عشر عاماً على الرغم أني فعلياً أصل _(بسم الله ما شاء الله )_إلى كتفيها
المهم أن توتوسا _ ذلك الكائن البرئ _ في خطر ...
فمنذ أتت هذه التوتوسا حرصت على أن أحميها من كل ما قد يلوثها
كنت دائما أضع كل ما في محيطها تحت المراقبة ...
و أساعدها على أن تميز الثمين من الغث كما يقولون
لكني لم أدفن رأسها في التراب متظاهرة أنه يكفي لتكون آمنة ألا ترى الخطر حولها
لقد أردت أن ترى الحملان و الذئاب على حد سواء
و تختار من بينهما أن تكون ....
إنسان !!
ليست غنم
تسعد بين المرعى و الكلأ و الماء كأي غنم
تجزع ... تذعن ... تفترس و تذبح كأي غنم
و ليست ذئب ...
يحيا على الأغنام
بل إنسان كما خلقها و كرمها ربها
أريدها ألا تترك حقها ...
ولكن ... لا تعتدي ...
فقط أريدها ...
أن ترى الحق حقاً .... و تتبعه ... بحول من الله و قوته
و ترى الباطل باطلاً ... و تجتنبه ... بعصمة من الله و رحمته
و لقد تمكنت مع توتوساتي من تجاوز الكثير من المخاطر بفضل من الله عز و جل
عرفنا كيف نتجاوز مشكلات تامر حسنى و دانييل راد كليف
أوقفنا معاً السيطرة النفسية التي تمارسها الفضائيات الرخيصة علينا
وضعنا حدود لكل من يسخر من عقليتنا و يتلاعب بأفكارنا و مشاعرنا و يستغل ضعفنا الطبيعي كبشر
توتوساتي العزيزة ..!!
حقاً أنا فخورة بما وصلت إليه تلك التوتوسا
حتى أني أعترف أني تخلصت من كثير من موبقاتي أنا شخصياً
خصيصاً لأجل توتوسا
حتى لا تراني أخطأ فتخطأ ظناً منها أنه صواب وهي تتبعني
حتى و لو لم تراني بعينها أخاف أن تخطأ هي فلا استطيع حمايتها لأني ارتكبت هذا الخطأ قبلها
هذا شعور تدركه أي أم تقوم بكنس المنزل عدة مرات يومياً خوفاً أن يلتقط صغيرها شيئاً قد يؤذيه و هو يحبو في أرجاء المنزل غير مدرك لخطورته
و أخذت أدرب نفسي على أن أتعامل معها ليس بغريزة أم فقط
تلك الغريزة التي تولد مع كل أنثى و تعيش بها ولها و لا تنتظر أن تنجب لكي تحصل عليها
حتى أنه في الوقت الذي يضيعه الصبيان في لكم و ركل و مطاردة بعضهم البعض
تحتضن كل طفلة دميتها تعلمها و تتعلم منها أول دروس الأمومة
أخذت أدرب نفسي على ان أتعامل معها بكل ما امتلكه من قدرات عقلية و نفسية و اجتماعية
بكل ما امتلكه من ذكاء و سرعة بديهة و توقع و ...
كل هذا جميل !! لكن أين المشكلة ؟!
حسناً ... حسناً !!
كل ما في الأمر أني أردت وضعكم في الجو العام للمشكلة
أردت فقط أن تعيشوا معي مشاعري
.....................................
لن أطيل ....
المهم أن تلك التوتوسا استيقظنا في ذات صباح ....
لنجدها أنها ....
لم تعد كذلك !!
لم تعد صغيرة جداً لدرجة أنها مجرد توتوسا
لقد صارت فتاة شابة !!
ليست كبيرة جداً ...
لكنها أيضاً لم تعد تلك الطفلة
لم تعد تلك التوتوسا
...
أيضاً أين المشكلة ؟؟
مهلاً .... لم أحسبكم ملولين لهذه الدرجة
صدقاً أقول لكم أنتم بحاجة إلى فضيلة الصبر يا سادة !!
أنا أحب الاستطراد ..
هذه مدونتي رغم كل شئ !!
ماذا حدث للناس هذه الأيام ؟!
.....
لنعد إلى توتوسا ...
توتوساتي _التي لم تعد كذلك_ الآن هي في الصف الثالث الأعدادي
في مدرسة بنات بالطبع ...
المشكلة أني أكتشفت أن المناخ في مدرستها فاسد تماماً
لا أتحدث هذه المرة عن التعليم
جميعنا يعلم ما آل إليه أمر التعليم في بلادنا
فلا داعي إذن لنكأ الجرح
أنا أتحدث عن الشق الثاني
الأول إن شئنا الدقة ...
الشق الأول من .... " التربية و التعليم "
عن التربية أتحدث ...
عن الأخلاق أتحدث ...
عن الدين أتحدث ...
عن كل قيمنا و تقاليدنا و موروثنا العربي و الإسلامي أتحدث
أظن أنه يجب علينا جميعاً ....عن هذا نتحدث !!
كل ما ربيناها عليه و تربينا نحن عليه مهدد بالدمار الشامل
لا تكذبي ...... كيف لا و مدرساتهن يكذبن علناً أمامهن و يكافئن الكاذبات !!
لا تنافقي ...... كيف لا و أساتذتهن ينافقوا و يقربوا منهم المنافقات !!
لا تتركي حجابك و لا زيك الشرعي .... كيف لا و جميع من في محيطهن من أقل طالبة إلى أكبر أستاذ يسخرن من كل ذات سدال و حجاب !!
لا تتبرجي و لا تخرجي سافرة ...... كيف لا و الجميع يمتدح أمامها كل مصبوغة قصيرة تنورتها بل كأنه كلما قصرت تنورتها كلما علت مكانتها !!
لا تخالطي الرجال ..... كيف لا و كل أستاذ يدخل الفصل ينسى أنه هنا ليربي و يعلم ... و يظن أنه هنا للترويح عن نفسه من قيود الاحترام و إخراج أقذر ما يحويه عقله....
مستحلاً براءتهن يتحدث في كل ما يمليه عليه عقله المريض المتقيح بكل ما ربته عليه القنوات الفضائية ... يضاحكهن و ....
ماذا عساي أقول ؟!
ألا يتقون الله في بناتهم فيحفظوا للمسلمين براءة بناتهم !!!
لطالما حذرنا أبي و حذرت أنا أختي و صغيرتي ألا ترفعي صوتك في الشارع ... و لا تردي على من يضايقك في الشارع ... و لا تنظري إلى من يذكر اسمكي بصوت عال في الشارع !!
كلنا تربينا على هذا !!
كل رجل عربي حريص أن يلقن ابنته هذا !!
إنها أمور بسيطة جداً بمعايير هذه الأيام
لكنها تمثل لكل أسرة مصرية ألف باء العفة و الحياء
ما بالي أرى من نزعت النخوة العربية من عروقهم انتزاعاً
أرى ذلك الأستاذ (الفاضل!!) كما يفترض .. ينادي صغيرتي متغنياً باسمها بصوت مائع و أسلوب رقيع على قارعة الطريق منافساً ما قد يفعله فتى في الخامسة عشر ننعته بأنه (ملوش أهل)!!
بئس الرجال تجردوا من النخوة !!
ذلك باختصار شديد صورة وردية لما آل إليه المربون الأفاضل في هذا العالم
هذه هي الأمور العادية ... التي لا ينظر إليها أحد باعتبار أنها ( عادي !! )
و بالطبع أنا لن أتحدث عن حوادث تحرش المدرسين بالطالبات لن أتحدث عن حوادث الاعتداء الجنسي التي سمعنا مؤخرا أنا ضحياها لم تعد تتقتصر على الطالبات الصغار و امتد الأمر للطلبة أيضاً و لأطفال دون سن المدرسة ...
لن أتحدث عن هذه الأمور فهي رغم انتشارها تبدو بعيدة و لله الحمد عن محيطنا
لكن ليست بعيدة جداً للأسف ...
فهذا بدأ بذاك !!
و معظم النار كان من مستصغر الشرر
ألا ترون معي أننا في كل يوم نتنازل عن قدر يسير جدا من أخلاقنا
قدر يسير جداً لدرجة أنه غير ملحوظ
لكن إذا نظرنا إلى ما كان عليه اباءنا و أجدادنا من احترام و عفة و حياء نجد الأمر كأننا أصبحنا شعب آخر تماماً ... بمعايير و أخلاق مختلفة تماماً .... كأننا لسنا أبناء و أحفاد هؤلاء
و هؤلاء ... منهم من عاش و مات و لا يفهم معنى كلمة تحرش أو اغتصاب أو شذوذ فما بالكم أن يسمع في كل يوم عشرات بل مئات الحوادث من هذه النوعية
هؤلاء ... كان قمة الانتهاك للحرمات لديهم أن ينظر أحدهم لفتاة خرجت عرضاً إلى الشرفة
و قد تقام مذبحة دموية بين سكان شارعين كاملين لهذه النظرة .!!!
لاحظوا أني أتحدث عن الماضي القريب ... ربما 50 عاماً خلت أو أقل
لا أتحدث عن عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و الخلفاء و التابعين ..... فعندما نتحدث عن ذلك يبدو الأمر مثالياً جداً غير قابل للتصديق بالنسبة لمن يقولون (عادي!!)
لفت نظري ذات يوم مشهد في أحد المسلسلات المدبلجة التي تعرضها القنوات الفضائية طوال الوقت جدال عنيف بين أم و ابنتها بدت الأم ثائرة بسبب أنها فوجئت بصورة ابنتها عارية في مجلة إباحية
الواقع أثارني بشدة رد الفتاة
بمنتهى الجرأة قالت :"أمي ... لا داعي لهذه الثورة .. عندما كنت صغيرة ألبستني البيكيني بيدك و كنتي مسرورة للغاية و فخورة بي جداً و أنا أرتديه .... ماذا فعلت خطأً لاستحق هذه الثورة ... قليلاً بعد ؟؟!!"
بغض النظر أن المسلسل أجنبي أصلاً لا علاقة له بأخلاقنا على الإطلاق و إن كان يعرض في معظم القنوات العربية مسلسلات و أفلام مشابهه لكن بدا لي ردها منطقي للغاية .....
ماذا فعلت هي خطأً ... هي استندت إلى الحد الذي أعطتها لها أمها بيدها و تجاوزته قليلاً جداً
لم تغير إلا القدر اليسير ... هي أصلا كانت عارية فلا بأس بالقليل بعد !!!
ترى!! ... هل سيأتي يوماً نمارس كل رذيلة علناً و نقول " عادي !! .. ما الخطأ ؟! ... قليلاً بعد "
دعونا نتحدث عن أمور قريبة لنا
أمور تفهمها عقولنا (المتطورة) و أخلاقنا (الجديدة)
بالأمس القريب سمع الجميع عن حالات الزواج العرفي بين طلبة الجامعات و التي وصلت عام 2000 إلى 225 ألف حالة في الجامعات المصرية..
الأمر أصبح واقعاً لدرجة أنه أًصبح من (إفيهات) الأفلام الكوميدية و لم يعد يستغربه أو (يستنكره) أحد
دعونا نعد لتوتوسا ....
توتوساتي الصغيرة ... ذات الأربعة عشر ربيعاً !!
تلك الطفلة !!
تحدثني عن ثلاث فتيات من صديقاتها في المدرسة الإعدادية ..... متزوجات عرفياً !!!
تحدثني عن فتيات يخبأن ملابس داخلية و قمصان نوم بين كتبهن ليلحقوا بموعد ما بعد المدرسة !!!
تتحدث عن أطفال يفعلن هذا !!
تتحدث ببراءة من لا يفهم معنى ما يتحدث عنه !!
تتحدث وتسألني ببراءة " هو ينفع يا أبلة ؟! "
و أنا أمرر لكم سؤالها ....
هو ينفع يا مسلمين ؟!
عذراً .. أطلت الحديث
سأنهي هذه المدونة الآن ...
لكن للموضوع بقية ....
كما اتفقنا أنا هنا ليس لأني رائعة جداً في الكتابة
و ليس لأني ذات أفكار رائعة جداً خسارة أن تبقى مغمورة
أنا هنا فقط أحاول ألا أصاب بخلطة
منذ فترة ضُبطتُ و أنا أتحدث إلى انعاكسي على صينية لامعة موضوعة على حوض المطبخ أثناء عملية (تشطيب المواعين) اليومية ... بالطبع كان موقفاً لا أُحسد عليه .
بعد ذلك قررت أن أكون أكثر رقياً و أتحدث إلى لوحة المفاتيح بدلاً من اتهامي بالجنون
المهم ...
هناك مشكلة تشغلني منذ فترة
و مشكلتي خاصة جداً
شديدة الخصوصية
لدرجة أنها أصبحت مشكلة عامة !
و هي خطرة جداً
خطرة جداً لدرجة أن لا أحد تقريباً يراها
مشكلتي ببساطة هي .... توتوسا !!!
الأمر واضح الآن ...
لابد أنكم تقدرون موقفي
المشكلة كما ترون ليست سهلة على الإطلاق
لابد أن هناك كثيرون يعانون من ذات المشكلة
أو لنقل يرون هذه المشكلة
أنتم تعرفون ...
بمجرد أن تبدأ البثور بالظهور
تجمح المشاعر و تصل إلى الكتلة الحرجة التي تحدث عنها اينشتاين مهددة بانفجار مروع
و يصعب السيطرة على الانفعالات ... حتى تظن أنك تعيش في مستشفى مجانين
و يصبح الأمر أشبه بإلتهاب عملاق يجب أن تتعامل معه بسرعة و حنكة
و أهم من ذلك بقوة
مع ذلك برفق أيضاً غير عادي
تخاف أن تغفل عنه لحظة فتتمرد خلاياه و يتحول إلى ورم خبيث
سرطان ...
فيصبح لا علاج له سوى الاستئصال...
ألم أقل لكم أن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق
يجب أن تصدقوني عندما نتحدث عن هذا
فهمت قصدي الآن ؟؟
............
ألم يفهم أحد شيئاً ؟؟!!
غريب !!
ظننت أني شرحته جيداً
ما الغامض في الموضوع ؟؟!!!
اااه ..... هذا !!
لهذا أفضل الحديث مع صينية المطبخ .... فهي كما تعرفون ليست بحاجة للكثير من التفاصيل
و بالطبع تعرف من هي توتوسا ...
حسناً ...
لمن لا يعلم أقول ...
توتوسا هي كائن شديد الطيبة و البراءة يصعب أن تجد شخصاً أو شيئاً في براءتها
إذا حاولت اجراء اختبار حمض نووي لها أو ما يسمى (DNA) سيصر الجميع على أنها أختي
يمكن لجميع خبراء الوراثة أن يفجروا رؤوسهم في الحائط
و لتذهب اختبارات الحمض النووي و الأوراق الرسمية إلى الجحيم ( على رأي الأفلام الأمريكاني )
توتوسا هي ابنتي ...
و يمكن لأمي مقاضاتي لهذا إن أرادت .... لن يغير هذا من الأمر شيئاً
على كل حال هذا ليس موضوعنا الآن
اسمها تسنيم ... أشرف شراب أهل الجنة
و قلبي يدعو لها أن تكون يوماً أشرف بنات المسلمين
و أشرف حور عين الجنة أيضاً
لا ينالها إلا المقربين ...
يفصلني عنها أحد عشر عاماً على الرغم أني فعلياً أصل _(بسم الله ما شاء الله )_إلى كتفيها
المهم أن توتوسا _ ذلك الكائن البرئ _ في خطر ...
فمنذ أتت هذه التوتوسا حرصت على أن أحميها من كل ما قد يلوثها
كنت دائما أضع كل ما في محيطها تحت المراقبة ...
و أساعدها على أن تميز الثمين من الغث كما يقولون
لكني لم أدفن رأسها في التراب متظاهرة أنه يكفي لتكون آمنة ألا ترى الخطر حولها
لقد أردت أن ترى الحملان و الذئاب على حد سواء
و تختار من بينهما أن تكون ....
إنسان !!
ليست غنم
تسعد بين المرعى و الكلأ و الماء كأي غنم
تجزع ... تذعن ... تفترس و تذبح كأي غنم
و ليست ذئب ...
يحيا على الأغنام
بل إنسان كما خلقها و كرمها ربها
أريدها ألا تترك حقها ...
ولكن ... لا تعتدي ...
فقط أريدها ...
أن ترى الحق حقاً .... و تتبعه ... بحول من الله و قوته
و ترى الباطل باطلاً ... و تجتنبه ... بعصمة من الله و رحمته
و لقد تمكنت مع توتوساتي من تجاوز الكثير من المخاطر بفضل من الله عز و جل
عرفنا كيف نتجاوز مشكلات تامر حسنى و دانييل راد كليف
أوقفنا معاً السيطرة النفسية التي تمارسها الفضائيات الرخيصة علينا
وضعنا حدود لكل من يسخر من عقليتنا و يتلاعب بأفكارنا و مشاعرنا و يستغل ضعفنا الطبيعي كبشر
توتوساتي العزيزة ..!!
حقاً أنا فخورة بما وصلت إليه تلك التوتوسا
حتى أني أعترف أني تخلصت من كثير من موبقاتي أنا شخصياً
خصيصاً لأجل توتوسا
حتى لا تراني أخطأ فتخطأ ظناً منها أنه صواب وهي تتبعني
حتى و لو لم تراني بعينها أخاف أن تخطأ هي فلا استطيع حمايتها لأني ارتكبت هذا الخطأ قبلها
هذا شعور تدركه أي أم تقوم بكنس المنزل عدة مرات يومياً خوفاً أن يلتقط صغيرها شيئاً قد يؤذيه و هو يحبو في أرجاء المنزل غير مدرك لخطورته
و أخذت أدرب نفسي على أن أتعامل معها ليس بغريزة أم فقط
تلك الغريزة التي تولد مع كل أنثى و تعيش بها ولها و لا تنتظر أن تنجب لكي تحصل عليها
حتى أنه في الوقت الذي يضيعه الصبيان في لكم و ركل و مطاردة بعضهم البعض
تحتضن كل طفلة دميتها تعلمها و تتعلم منها أول دروس الأمومة
أخذت أدرب نفسي على ان أتعامل معها بكل ما امتلكه من قدرات عقلية و نفسية و اجتماعية
بكل ما امتلكه من ذكاء و سرعة بديهة و توقع و ...
كل هذا جميل !! لكن أين المشكلة ؟!
حسناً ... حسناً !!
كل ما في الأمر أني أردت وضعكم في الجو العام للمشكلة
أردت فقط أن تعيشوا معي مشاعري
.....................................
لن أطيل ....
المهم أن تلك التوتوسا استيقظنا في ذات صباح ....
لنجدها أنها ....
لم تعد كذلك !!
لم تعد صغيرة جداً لدرجة أنها مجرد توتوسا
لقد صارت فتاة شابة !!
ليست كبيرة جداً ...
لكنها أيضاً لم تعد تلك الطفلة
لم تعد تلك التوتوسا
...
أيضاً أين المشكلة ؟؟
مهلاً .... لم أحسبكم ملولين لهذه الدرجة
صدقاً أقول لكم أنتم بحاجة إلى فضيلة الصبر يا سادة !!
أنا أحب الاستطراد ..
هذه مدونتي رغم كل شئ !!
ماذا حدث للناس هذه الأيام ؟!
.....
لنعد إلى توتوسا ...
توتوساتي _التي لم تعد كذلك_ الآن هي في الصف الثالث الأعدادي
في مدرسة بنات بالطبع ...
المشكلة أني أكتشفت أن المناخ في مدرستها فاسد تماماً
لا أتحدث هذه المرة عن التعليم
جميعنا يعلم ما آل إليه أمر التعليم في بلادنا
فلا داعي إذن لنكأ الجرح
أنا أتحدث عن الشق الثاني
الأول إن شئنا الدقة ...
الشق الأول من .... " التربية و التعليم "
عن التربية أتحدث ...
عن الأخلاق أتحدث ...
عن الدين أتحدث ...
عن كل قيمنا و تقاليدنا و موروثنا العربي و الإسلامي أتحدث
أظن أنه يجب علينا جميعاً ....عن هذا نتحدث !!
كل ما ربيناها عليه و تربينا نحن عليه مهدد بالدمار الشامل
لا تكذبي ...... كيف لا و مدرساتهن يكذبن علناً أمامهن و يكافئن الكاذبات !!
لا تنافقي ...... كيف لا و أساتذتهن ينافقوا و يقربوا منهم المنافقات !!
لا تتركي حجابك و لا زيك الشرعي .... كيف لا و جميع من في محيطهن من أقل طالبة إلى أكبر أستاذ يسخرن من كل ذات سدال و حجاب !!
لا تتبرجي و لا تخرجي سافرة ...... كيف لا و الجميع يمتدح أمامها كل مصبوغة قصيرة تنورتها بل كأنه كلما قصرت تنورتها كلما علت مكانتها !!
لا تخالطي الرجال ..... كيف لا و كل أستاذ يدخل الفصل ينسى أنه هنا ليربي و يعلم ... و يظن أنه هنا للترويح عن نفسه من قيود الاحترام و إخراج أقذر ما يحويه عقله....
مستحلاً براءتهن يتحدث في كل ما يمليه عليه عقله المريض المتقيح بكل ما ربته عليه القنوات الفضائية ... يضاحكهن و ....
ماذا عساي أقول ؟!
ألا يتقون الله في بناتهم فيحفظوا للمسلمين براءة بناتهم !!!
لطالما حذرنا أبي و حذرت أنا أختي و صغيرتي ألا ترفعي صوتك في الشارع ... و لا تردي على من يضايقك في الشارع ... و لا تنظري إلى من يذكر اسمكي بصوت عال في الشارع !!
كلنا تربينا على هذا !!
كل رجل عربي حريص أن يلقن ابنته هذا !!
إنها أمور بسيطة جداً بمعايير هذه الأيام
لكنها تمثل لكل أسرة مصرية ألف باء العفة و الحياء
ما بالي أرى من نزعت النخوة العربية من عروقهم انتزاعاً
أرى ذلك الأستاذ (الفاضل!!) كما يفترض .. ينادي صغيرتي متغنياً باسمها بصوت مائع و أسلوب رقيع على قارعة الطريق منافساً ما قد يفعله فتى في الخامسة عشر ننعته بأنه (ملوش أهل)!!
بئس الرجال تجردوا من النخوة !!
ذلك باختصار شديد صورة وردية لما آل إليه المربون الأفاضل في هذا العالم
هذه هي الأمور العادية ... التي لا ينظر إليها أحد باعتبار أنها ( عادي !! )
و بالطبع أنا لن أتحدث عن حوادث تحرش المدرسين بالطالبات لن أتحدث عن حوادث الاعتداء الجنسي التي سمعنا مؤخرا أنا ضحياها لم تعد تتقتصر على الطالبات الصغار و امتد الأمر للطلبة أيضاً و لأطفال دون سن المدرسة ...
لن أتحدث عن هذه الأمور فهي رغم انتشارها تبدو بعيدة و لله الحمد عن محيطنا
لكن ليست بعيدة جداً للأسف ...
فهذا بدأ بذاك !!
و معظم النار كان من مستصغر الشرر
ألا ترون معي أننا في كل يوم نتنازل عن قدر يسير جدا من أخلاقنا
قدر يسير جداً لدرجة أنه غير ملحوظ
لكن إذا نظرنا إلى ما كان عليه اباءنا و أجدادنا من احترام و عفة و حياء نجد الأمر كأننا أصبحنا شعب آخر تماماً ... بمعايير و أخلاق مختلفة تماماً .... كأننا لسنا أبناء و أحفاد هؤلاء
و هؤلاء ... منهم من عاش و مات و لا يفهم معنى كلمة تحرش أو اغتصاب أو شذوذ فما بالكم أن يسمع في كل يوم عشرات بل مئات الحوادث من هذه النوعية
هؤلاء ... كان قمة الانتهاك للحرمات لديهم أن ينظر أحدهم لفتاة خرجت عرضاً إلى الشرفة
و قد تقام مذبحة دموية بين سكان شارعين كاملين لهذه النظرة .!!!
لاحظوا أني أتحدث عن الماضي القريب ... ربما 50 عاماً خلت أو أقل
لا أتحدث عن عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و الخلفاء و التابعين ..... فعندما نتحدث عن ذلك يبدو الأمر مثالياً جداً غير قابل للتصديق بالنسبة لمن يقولون (عادي!!)
لفت نظري ذات يوم مشهد في أحد المسلسلات المدبلجة التي تعرضها القنوات الفضائية طوال الوقت جدال عنيف بين أم و ابنتها بدت الأم ثائرة بسبب أنها فوجئت بصورة ابنتها عارية في مجلة إباحية
الواقع أثارني بشدة رد الفتاة
بمنتهى الجرأة قالت :"أمي ... لا داعي لهذه الثورة .. عندما كنت صغيرة ألبستني البيكيني بيدك و كنتي مسرورة للغاية و فخورة بي جداً و أنا أرتديه .... ماذا فعلت خطأً لاستحق هذه الثورة ... قليلاً بعد ؟؟!!"
بغض النظر أن المسلسل أجنبي أصلاً لا علاقة له بأخلاقنا على الإطلاق و إن كان يعرض في معظم القنوات العربية مسلسلات و أفلام مشابهه لكن بدا لي ردها منطقي للغاية .....
ماذا فعلت هي خطأً ... هي استندت إلى الحد الذي أعطتها لها أمها بيدها و تجاوزته قليلاً جداً
لم تغير إلا القدر اليسير ... هي أصلا كانت عارية فلا بأس بالقليل بعد !!!
ترى!! ... هل سيأتي يوماً نمارس كل رذيلة علناً و نقول " عادي !! .. ما الخطأ ؟! ... قليلاً بعد "
دعونا نتحدث عن أمور قريبة لنا
أمور تفهمها عقولنا (المتطورة) و أخلاقنا (الجديدة)
بالأمس القريب سمع الجميع عن حالات الزواج العرفي بين طلبة الجامعات و التي وصلت عام 2000 إلى 225 ألف حالة في الجامعات المصرية..
الأمر أصبح واقعاً لدرجة أنه أًصبح من (إفيهات) الأفلام الكوميدية و لم يعد يستغربه أو (يستنكره) أحد
دعونا نعد لتوتوسا ....
توتوساتي الصغيرة ... ذات الأربعة عشر ربيعاً !!
تلك الطفلة !!
تحدثني عن ثلاث فتيات من صديقاتها في المدرسة الإعدادية ..... متزوجات عرفياً !!!
تحدثني عن فتيات يخبأن ملابس داخلية و قمصان نوم بين كتبهن ليلحقوا بموعد ما بعد المدرسة !!!
تتحدث عن أطفال يفعلن هذا !!
تتحدث ببراءة من لا يفهم معنى ما يتحدث عنه !!
تتحدث وتسألني ببراءة " هو ينفع يا أبلة ؟! "
و أنا أمرر لكم سؤالها ....
هو ينفع يا مسلمين ؟!
عذراً .. أطلت الحديث
سأنهي هذه المدونة الآن ...
لكن للموضوع بقية ....
هناك 5 تعليقات:
هصدمك لو اقولك ان فى جيلنا واحنا باعدادى بنات من هذه النوعيه؟؟؟
المشكله ان احيانا الاهل بيستثقلوا فكره التربيه فبيطلع الطفل وينشأ ( بالبركه كده ) يلخد ثقافته من اى مصدر سواء اعلام فاسد او كتب صفراء او نماذج سيئه خاصه وان فى سن المراهقه يكون لديه كم من الفضول يكفى تماما - فى استخدامه السيء - ليدمر نفسه ومستقبله القادم
بجد فتيات واولاد كهؤلاء اشفق عليهم بيتصرفوا دون ادراك ولا وعى بحدود اللى بيعملوه ملاقوش حد يقول صح وغلط حلال وحرام
والغريب ان الاهل فيما بعد بيندهشوا وينصدموا جدا وبجد مش عارفه ليه
لان كل المقدمات اللى حصلت بتكون نتيجتها المنطقيه مشكله او كارثه كبيره زى جبل التلج اللى اتكون وسط تراكمات كتير الفرق بس مش بنكون شايفينها
المشكله الاكبر البنت اللى بتتجوز عرفى باعدادى دى هتربي ولادها ازاى بعدين؟؟؟
رقم ان التدوينه طويله
الا ان اهميتها اجبرتني على تكلمتها
حتى اخر حرف!
تذكرت جلسه لي مع بنت خالتي الصغيره
اللي فالمرحله الاعاديه بعد
حدثتني عن زميلاتها فالفصل
اللي بعض منهن
يتناول حبوب منع الحمل!
واحداهن
تأتي متاخره صباحا الى المدرسه
لانها كانت في سهره مسائيه
في شقة احد الاصحاب
واخرى مدمنه على الخمر والمشروب!
كلهم فاعدادي
طيب يا ترى هالبنات
لما يوصلون الثنويه شو يصير؟
معلش يا جماعة بقالي تلات مدونات مش عارفة ارد على التعليقات فين اصلا
معلش المكان لسه جديد عليا
ابدأ الأول بحبيبتي و اللي منورة مدونتي اللي عالمها أزرق :
طبعا انتي صاحبة بيت و لولاكي اساسا ما كنت خرجت كلمة من كشكولي فألف ألف ألف شكر ليكي على مجهودك معايا و على إيمانك بيا
و الأهم على صداقتك
بخصوص التعليق : و الله ما عارفة يا بنتي للأسف مش كفاية ان الكبار مش بيقولوا صح و غلط لا كمان بيغذوا الأطفال بكل الملوثات الممكنة و الغير ممكنة و الشهادة لله يعني سواء الاعلام او السينما او حتى التعليم مش بيخلوا على جهدهم جهد
تصدقي شكلهم قاصدين!!
أقصوصة :
اسمك لطيف و مدونتك أكثر لطفاً
الظاهر إن الموضوع بقى ظاهرة في بلادنا الاسلامية
شئ محزن جدا
اسفة طبعا على الاطالة رغم اني بنسى نفسي لما باكتب بالذات لو كانت حاجات حرقة دمي
بس انا حبيت اركز على ان حاجات صغيرة لم نلق لها بالا قد تتحول إلى كوارث
أسعدتني مشاركتك جدا ...
(بالذات إنك أول واحدة تدخل مدونتي من خارج العائلة )
شكرا لكِ
pro.economic
عادى كلمة شفافة اعتبرهاغالبا الكلمة ذات المعانى المتعددة غير المفيدة رغم اننى اشعر احيان كثير بمدى اهميتها فى حياتى ولكن ليس بتلك الدرجة التى تنهار معها العديد من المعانى والتى لها محل من الاعراب ك ( الحياء ، العفة ، النخوة...)
اعاننا الله على زمن لا يعرف سوى كلمة عادى الشفافة المطاطية
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وثبتك على ما يحبه ويرضاه
إرسال تعليق