23 ديسمبر 2008

له في خلقه شؤون !

في إحدى عمليات التنظيف الشامل وجدت حقيبة مدرسية يعود تاريخها إلى العصر الابتدائي ... أقصد المرحلة الابتدائية ..
كان بها مجموعة أوراق أثرية صالحة للنفايات
لكني وجدت بها ثلاث ورقات صغيرة صفراء مكتوبة بخطي
الواقع أنا من الأشخاص _أظن أنهم نادرين و لا فخر_ الذين ...
احم .. لا يميزون خط أيديهم
لكن مع هذا ذلك الخط الذي يستحيل قرأته هو خطي بكل هذا الكم من الأخطاء الإملائية القاتلة ..
إن لم يكن كذلك ما عساه يكون ؟
بدون استطراد
وجدت بها هذه القصة القصيرة و أحببت أن أشارك بها أحداً
بالطبع بعد إعادة كتابتها بطريقة لائقة
اذكر اني سمعت هذه القصة من قرون في الاذاعة
لابد أنها كانت تذاع في برنامج (تسجيلات من زمن فات)
و لابد أنها كانت ليلة شتاء باردة
و لا بد أني كنت ساهرة اذاكر لامتحان ما في الصباح
ياااااااااااااه .... ذلك الزمن السعيد
أنا لا اذكر شيئاً ... لكن هذا ما بدا لي ليس إلا
القصة سميتها ...



له في خلقه شؤون!

" أظن أن الوقت قد حان ..."
" يجب علينا أن ننتقل الى كوكب آخر .... لقد نفدت موارد هذا الكوكب تقريبا و لم يعد صالحا لحياتنا "
" لم يستغرق الأمر طويلا هذه المرة ... رغم أن الأمر كان يوحي في بدايته غير ذلك "
" لقد كان كوكبا زاخرا بالثروات و اكثر كان زاخر بتلك المخلوقات الحية التي نتغذى على دمائها "
يجب أن نقوم بحملة بحث أخري عن الكواكب الصالحة للسكنى ... شرط أن تكون مسكونة
مخلوقات حية .... دماءها حارة .... تحوي الهيموجلوبين .....
مهمتك هي التوجه الى الكوكب (#156C/998254AX )
هذا الكوكب بالذات له أهمية خاصة لذلك قمت بترشيحك أنت بالذات لاستكشافه .... معلوماتنا تقول أن هذا الكوكب صالحا للحياة بدرجة كبيرة و هناك احتمال كبير بوجود أنواع من الحياة الحيوانية أو المخلوقات العليا و لهذا هو أحد الكواكب المرشحة للاستعمار على قائمتنا لكن هناك دلائل كثيرة تشير لوجود كائنات عاقلة أو حضارة على هذا الكوكب ... المشكلة في حال صحة هذا الافتراض أننا قد نضطر للدخول في حرب و نحن لا نعلم الى أي مدى قد تصل إليه هذه الحضارة المزعومة لذلك رشحتك أنت تحديداً............
أمهر و أشجع مستكشفينا....
ستسافر الى هذا الكوكب و تجمع كل ما نحتاجه من المعلومات و ستكون معك احدث اختراعاتنا لتساعدك و أهمها على الإطلاق جهاز الإخفاء الذي يعمل على حجبك عن الأنظار .... ستحتاجه كثيرا في حال وجدت تلك الحضارة المزعومة."

هكذا بدأت مهمته
هكذا وجد نفسه في مركبته الفضائية مرة أخرى بسرعتها التي تتجاوز سرعة الضوء
بسرعة تتجاوز سرعة الأفكار
سابحاً في فضاء لانهائي
مخترقاً حاجز الضوء
مخترقاً حاجز الزمن
ماراً بمجرات لانهائية
أجرام.... نيازك
كواكب .... و شموس
أفلاك لانهائية
سُدُم لانهائية
ترى كم كوكب عامراً في هذا الكون
ذلك الكون الذي لم يخلق سوى لهم
لتكون كواكبه حظائر طعامهم
الدم...
ذلك السائل اكسير ......الحياة
طبقاً للمعلومات التي زودوه بها قومه أنهم رصدوا منذ ملايين السنين نوع قديم من الحياة على ذلك الكوكب
و طبقاً لدراساتهم فإنهم يتوقعون انه لابد مر بسلسلة تطور و لابد و أنه الآن تسوده حضارة لا بأس بها
مهمته أن يعرف إلا أي مدى وصلت هذه الحضارة
إلا أي مدى يمكن لأهله أن يقاوموا غزواً
أن قومه مرعبون
كل الكائنات في الكون ترتعب منهم
هم الأكثر سواداً وشراً في الكون
عادةً الكواكب التي يغزونها لا يقاوم أهلها كثيراً
لذلك هو ليس قلقاً
يمكن اعتبار الرحلة مجرد نزهة
ها هو ذا
إنه يقترب...
ذلك الكوكب الأزرق اللامع
يا للروعة!!
لا يمكن أن ينكر كم هو جميل !!
هو ليس كبيراً جداً
لكنه مبهر... بتلك الهالة الفضية المحيطة به
و الدالة على وجود غلاف غازي حللته أجهزة الاستشعار الحساسة لمركبته
و قالت أنه يحوي نسبة لا بأس بها من الأكسجين
إذن هو صالح لحياتهم
قومه أيضاً يتنفسون الأكسجين
و على الفور قام بإخفاء مركبته حتى لا يرصدونه
و توجه بمركبته إليه
انه يخترق غلافه الغازي
ويمر عبره
هاهي الأرض تقترب
و هكذا هبطت مركبته على أرض ذلك الكوكب اللامع
و بمجرد أن لامست قدماه سطح الكوكب حتى ضغط زراً صغيراً في حزامه ليعمل جهاز الاخفاء
عليه أن يراقب أهله هو مخفي لا يجب أن يشعروا بوجوده
و بدأ يراقب ما حوله
لقد هبط في منطقة صخرية مقفرة مرتفعة
تبدو كأنها هضبة..
أسفل المنحدر الصخري
وجد بغيته
مدينة عملاقة
و رغم الظلام السائد المنطقة إلا أنها بدت مضيئة ... متلألئة بأضواء صغيرة من بعيد
هي ليست كمدينته تبدو أقل تطوراً .... أقل بكثير
لكنها رغم ذلك بدت مهيبة
كأنها بوجودها الجاثم و قبابها و تلك الأبراج العالية المتجهة إلى السماء كأنها تدعو سيداً قادراً قدير
كأنها تتحداه
تتحدى قومه
كأنها تقول له ساخرة: لا تحاول
أنا هنا منذ الأزل و سأبقى إلى الأبد برعاية خالقي و حفظه
قبلك كثيرون حاولوا ..... و فشلوا
لا يغرينك قِدَمي....
أنا عتيقة....
لكني قاهرة .
نفض عن رأسه تلك الأفكار الغريبة ... ماذا حدث له ؟‍! عليه أن يبدأ عمله على الفور
لكنه جائع ...
عليه أولاً أن يجد أحد هذه الكائنات ليمتص دمها
لحسن الحظ أن لا أحد يراه فهو خفي
لكن كيف سيجد كائناً حياً في هذه المنطقة المقفرة
لا مناص عليه أن ينزل إلى هذه المدينة و يبحث عن طعام
هنا انتبه إلى شئ يتحرك من بعيد
يبدو أنها مركبة وهي أنها تتجه إليه
لا بأس لا يمكن أن يروه .... لكنها لابد تحوى طعام
صدق ظنه
لقد توقفت المركبة على بعد بضعة أمتار منه
و نزل منها كائنان
هكذا إذن تبدو كائنات ذلك الكوكب
بدوا له متشابهان على الرغم من الاختلاف الواضح للتكوين الجسماني
أخذ يقارن بين لون بشرته الأزرق الشاحب و لون بشرتهم الوردي
بين ملامحه الغليظة القاسية و ملامحهم الدقيقة
بين رأسه الأصلع و رؤوسهم التي تغطيها الشعر بشكل غريب
حسناً ... يبدو أنهما لم يشعرا به لقد نزلا من المركبة و جلسا على هذه الصخرة و أخذا يتهامسان بصوت خافت و بلغة غريبة.
جيد جداً ... سوف يقترب منهما بهدوء دون أن يرياه
سينتقي أحدهما .... ذو الجسم الضئيل ذلك الذي يكسو رأسه شعر طويل يبدو أنه الأضعف
سيقترب منه بهدوء من الخلف ثم يغرس أنيابه في عنقه
هاهو يقترب منه... هل شعرا بوجوده؟
لا... إنهما مازالا يتهامسان دون أن يشعرا به
خطوة واحدة تفصله عن ذلك العنق الوردي
خطوة واحدة..
لكن ما هذا؟!
هناك كائن ثالث لم يره
كائن أنبوبي الشكل ليس له أطراف
يزحف على الصخرة أمامه
ما هذا؟‍!
لقد تحفز فجأة ذلك الكائن الأنبوبي
هل يراه؟‍! ..... لا هذا مستحيل
ذلك المجال المغناطيسي المحيط به يمنع أي كائن من أن يراه
إنه يشعر بوجوده بطريقة ما
لقد رفع رأسه يواجهه و يمنعه عن بغيته
ابتعد أيها الكائن السخيف ... ابتعد
مد يده ليزيحه عن طريقة
آي ... لقد غرس أنيابه في يده لكنه نجح و أزاحه عن طريقة
أخيراً سينقض على فريسته الغافلة
لكن ما هذا ؟‍! إن رأسه يدور...
إن جسده يتعرق ... وقواه تضعف
ذلك الكائن ذو الشكل السخيف....
ذلك الكائن أنبوبي الشكل...
أنيابه...
إنها تنفث السم
إن السم يجري في عروقه..
إن أنفاسه تتلاحق...
إن صدره يتمزق ألماَ...
إنه يسقط....
إنه ..........

" ثعبان..... ثعبان يا أحمد !! "
صرخت منال بهذه العبارة بفزع و هي تقفز مبتعدة عندما رأت ذلك الثعبان على الصخرة حيث تجلس يتلوى خلفها .
قال أحمد بسرعة : اهدئي يا منال اهدئي .... انتظري!
و بهدوء انحنى أحمد و ببطء التقط حجراً ثقيلاً ثم قذفه بسرعة على رأس الثعبان الذي تحطمت جمجمته و كف عن التلوي على الفور.
قال أحمد بحنان : ها قد انتهى كل شئ ... اهدئي الآن
قالت بشحوب و هي تحاول أن تعود لتماسكها : ياإلهى لقد كان هذا فظيعاً ... لقد كان يزحف خلفي ... كان يمكنه أن يقتلني .... لم خلق الله هذه الكائنات ؟ إنها مؤذية و قاتلة "
قال أحمد مبتسماً و هو يهدئ من روعها : استغفري الله يا منال .... إن الله لم يخلق شيئاً عبثاً
قالت منال : استغفر الله العظيم
قال احمد : كل كائن خلقه الله لرسالة .... يعلمها الله سبحانه و تعالى .. من يدري؟! ...
إن له في خلقه شئون!


تمت بحمد الله.

.

.

.

.

هناك 3 تعليقات:

عالمى ازرق يقول...

عجبتنى اوى بجد
ربما لانها بتتحدث عن حكمة الاشياء التى تحدث ولا نعلمها وفعلا لكل شيء سبب ربما نعرفه بعد فتره طالت او قصرت او لانعلمها على الاطلاق ولكن نستشعرها

كويس اهى حملات النضافه بقالها فوائد اخرى .. بس ابقي دورى بذمه كل فتره كده

مجداوية يقول...

السلام عليكم

خطك جميل اهه بس صغنن جدا
:)
:)

كبري الخط شويه عشان اللي نظره على اده زيي
وكمان بالفعل الثرثرة لها اثار جانبية لكن الثرثرة فيما يفيد فكلها ايجابية


وفعلا كل ميسر لما خلق له
وان كنا لا نعلم الحكمة ولكن ليس معنى هذا انها غير موجوده
تعليقاتك مفيدة مثل تدويناتك وهذا يدل انك تعي تماما ان الكلمة امانة
بارك الله لك وجزاك كل خير

مصممة أحلام يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عالمي أزرق:
ربنا ما يحرمني من تعليقاتك يارب منورة مدونتي دايما يا حبيبتي
يسعدني انها عجبتك
عجبتني اوي الفكرة اوي انا كمان و فاكرة اني سمعتها بس حموت و اعرف منين
لاني لما لقيت الورقة كدت اموت حسدا اني مش انا اللي مألفاها فعلا
بس الامانة بقى حنعمل ايه؟

انتي عارفة اختك بتنافس انشط فلبينية
و ربنا يسهل بس موعدكيش انا عارفة مسير انتاجي بيروح فين


أختي مجداوية:

شرف كبير ليا انك شرفتي مدونتي
انا اسفة جدا على الخط المرة الجاية حافتكر اكبر الخط ان شاء الله
جزاكي الله خير
يسعدني ان مدونتي اعجبتك و يا رب تزوريني دايما
شكرا على مرورك